وقال مجدلاني في حديث لإذاعة "موطني" المحلية التابعة لحركة "فتح"، اليوم الأحد، إن الأحداث الدامية التي بدأت منذ أيام في المخيم تختلف عن سابقاتها، إذ إن مخيم اليرموك يدفع الثمن مرة أخرى بعد أن كان رهينة في السابق".
وأشار إلى أن القيادة الفلسطينية كثفت اتصالاتها الدولية والإقليمية من أجل محاولة احتواء الموقف قدر الإمكان، إضافة للتنسيق الدائم مع الصليب الأحمر الدولي، ووكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا)".
ولفت إلى أن "القيادة الفلسطينية نجحت خلال اليومين الماضيين بمساعدة هذه الجهات من إخراج عدد لا بأس به من العائلات، فيما تتواصل الجهود على مستوى تقديم الدعم الإغاثي والطبي، كما أنشئ مستوصف ميداني على مدخل المخيم لمعالجة الجرحى، وأدخلت بعض الحقائب إلى داخل المخيم"، معرباً عن "أسفه حيال صعوبة إدخال المواد الغذائية في ظل هذه الاشتباكات الدائرة".
وأوضح مجدلاني أن "داعش" قام بالعديد من الإعدامات خلال اليومين الماضيين، واستهدف مجموعة من النشطاء الفلسطينيين، بذريعة أنهم مرتدون عن الدين الإسلامي، وقطع رؤوسهم وعلقها داخل المخيم، كما احتجز داخل المدارس أكثر من خمسة وسبعين رجلاً، وهي ممارسات تذكر بممارساته الإرهابية في شمال سورية والعراق".
وأكد أنه "لغاية ساعة متأخرة من مساء أمس السبت، كانت الاشتباكات تدور بشكل قوي في المنطقة الشرقية، وخلال الساعات الأخيرة الماضية حدثت مجموعة من المتغيرات أدت إلى استيلاء داعش على جزء كبير من المخيم، في تواطئ مكشوف من جبهة النصرة التي أعلنت انضمامها للتنظيم".
في غضون ذلك، حذر رئيس دائرة شؤون اللاجئين في "منظمة التحرير الفلسطينية"، زكريا الآغا، في بيان له، من مجازر جديدة ترتكب بحق اللاجئين الفلسطينيين على أيدي "داعش"، الذي يحكم سيطرته على مخيم اليرموك بعد اشتباكات دامية استمرت لأربعة أيام، سقط فيها ضحايا وعشرات الجرحى من اللاجئين الفلسطينيين المتواجدين داخل المخيم.
وجدد الآغا تأكيده على "الموقف الفلسطيني الثابت بعدم التدخل في الشؤون الداخلية العربية، والحرص على وحدة سورية وغيرها من الدول العربية التي تشهد صراعات داخلية".
وفي القاهرة، طالبت الجامعة العربية المجتمع الدولي بالتدخل الفوري لضمان عدم الزج بمخيم اليرموك والمخيمات الفلسطينية في الصراع الدائر حالياً في سورية، من دون إرادة قاطنيها وتحييدها تماماً ونهائياً عن ويلات الاشتباكات.
وذكرت الجامعة العربية في بيان أصدره قطاع فلسطين والأراضي العربية المحتلة اليوم الأحد، أنها "تتابع بكل قلق وترقب الأوضاع الخطيرة والمتدهورة التي يعاني منها اللاجئون الفلسطينيون في سورية، والذين يبلغ عددهم أكثر من 500 ألف لاجئ فلسطيني، وذلك في ظل الاعتداءات اللاإنسانية التي يتعرضون لها جراء زجهم في الصراع، والتي ازدادت بشكل صارخ في الآونة الاخيرة، في أعقاب قيام مجموعات باقتحام مخيم اليرموك خلال اليومين الماضيين وتحويله إلى ساحة حرب؛ مما تسبب في وقوع كارثة إنسانية محققة".
ونبهت الجامعة إلى أن "لاجئي مخيم اليرموك بكافة قطاعاتهم، بمن فيهم الأطفال هم أكثر اللاجئين تضرراً وعرضة للموت نتيجة استمرار الصراع، في ظل الحصار الشديد المفروض على المخيم ونقص الخدمات الطبية وارتفاع الأسعار وشح جميع المواد الغذائية والمحروقات وسوء الأحوال الجوية، وصعوبة دخول وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) إلى المخيم لتقديم خدماتها لأبنائه جراء الاقتتال والاشتباكات الدائرة فيه".
وأشارت إلى أن "المخيم شهد منذ بداية حصاره في 22 يوليو/تموز 2013 وحتى 18 فبراير/شباط الماضي مقتل 172 لاجئاً بسبب تفشي الجوع والنقص الخطير في المواد الغذائية وشتى مستلزمات الرعاية الطبية، علماً بأن هناك 2648 لاجئاً فلسطينياً قد قتلوا منذ بدء الأزمة السورية عام 2011 حتى الآن".
وشددت الجامعة على أن "اللاجئين الفلسطينيين ليسوا طرفاً في الصراع ولا يتعدون كونهم ضيوفا على الأراضي السورية لحين عودتهم إلى بلادهم، إثر قيام سلام عادل وشامل ودائم في المنطقة، وكذلك توفير الدعم المالي والإغاثي اللازم لكل من الأونروا والمنظمات الإغاثية الأخرى والمؤسسات العاملة في مجال حقوق الإنسان ومنظمة الأمم المتحدة بشتى أجهزتها، وخاصة منظمة الصليب الأحمر والهلال والصليب الأحمر العربي لتمكينهم من القيام بمهامهم، وإنقاذ اللاجئين الفلسطينيين من مأساة إنسانية مروعة".
وأهابت "بجميع الأطراف الفاعلة أن تضطلع بمسؤولياتها وتقديم المعونة للاجئين الفلسطينيين كمسؤولية إنسانية وأخلاقية في المقام الأول، اتساقا مع ميثاق حقوق الإنسان والإعلان العالمي لحقوق الانسان واتفاقية جنيف الرابعة لعام 1949 الخاصة بحماية المدنيين وقت الحروب، واتخاذ خطوات سريعة وإيجابية مع الأطراف المتحاربة، بهدف تجنيب المخيمات الفلسطينية وعدم الزج بهم في الصراع".
اقرأ أيضاً: "الائتلاف السوري" يدعو العالم لإنقاذ مخيم اليرموك