أفادت مصادر رسمية في إقليم كردستان العراق بأن وفداً يمثل مجلس الكنائس العالمي الذي مقره الولايات المتحدة الأميركية وصل إلى العراق، وأجرى محادثات مع حكومة إقليم كردستان ومع ممثلية المسيحيين في وزارة الأوقاف، قبل الانتقال إلى بغداد للقاء المسؤولين الحكوميين وبحث مستقبل المناطق التي يقطنها المسيحيون في شمال مدينة الموصل، والتي يطلق عليها "سهل نينوى".
وأوضح ممثل المسيحيين في وزارة الأوقاف في إقليم كردستان العراق، خالد البير، أن "وفداً من مجلس الكنائس العالمي يزور العراق لبحث مصير المناطق التي يقطنها المسيحيون في سهل نينوى (شمال العراق) مع رئيس الوزراء العراقي ومع مسؤولي إقليم كردستان، وأجرى محادثات مع نائب رئيس الوزراء في الإقليم، والتقى ممثلية المسيحيين في وزارة الأوقاف في إطار برنامج لقاءات مع ممثلي الأديان في العراق".
ونقل بيان حكومة الإقليم اليوم الأحد، عن نائب رئيس الوزراء، قباد طالباني، قوله لوفد مجلس الكنائس العالمي، إن إقليم كردستان "يتفهم جيداً معاناة جميع النازحين وبالأخص المسيحيين الذين لم يسلموا من بطش الإرهابيين، لكن المرحلة القادمة تتطلب جهداً أكبر من الجميع وبالأخص فيما يتعلق بإعادة الثقة والتعايش المشترك للمجتمع، ونشر ثقافة التعايش المشترك، ومحاربة التطرف في المناطق التي كانت محتلة من قبل الإرهابيين".
كما نقل عن وفد المجلس العالمي للكنائس قوله إن "من واجبه أن يعاون إقليم كردستان في بناء شكل جديد للتعايش المشترك وحماية المكونات القومية المختلفة في كردستان والعراق، ليكون نموذجاً يحتذى به على مستوى العالم".
وقال البير في تصريح صحافي: "أعد مجلس الكنائس العالمي تقريراً قبل عام استقصى فيه رأي أربعة آلاف من العوائل المسيحية التي نزحت من مناطقها في سهل نينوى، لمعرفة رأيها إن كانت تريد البقاء ضمن سلطة الحكومة العراقية أو لا، وطالبنا بعدم إعادة ربط مناطق المسيحيين ببغداد والارتباط بحكومة إقليم كردستان وقدمنا طلباً بذلك للإقليم".
وأشار البير إلى التعليم الديني الخاص بالمسيحيين في المدارس، قائلاً "اجتمع وفد مجلس الكنائس العالمي مع وزارة التربية في إقليم كردستان، ودعا الوزارة لتأمين تعليم مادة الدين المسيحي في مدارس النازحين بالإقليم، لأن الحكومة العراقية لا تمنح التلاميذ المسيحيين فرصة دراسة مادة الدين".
وكان موضوع توفير الدعم وإقناع مانحين دوليين بتقديم المساعدات المادية لإعادة إعمار مناطق المسيحيين الواقعة شمال مدينة الموصل وشرقها، ومساعدة أهاليها النازحين للعودة إليها أحد محاور المحادثات بين مسؤولي الإقليم وممثلية المسيحيين ووفد مجلس الكنائس العالمي.
وكان هجوم "داعش" على المناطق الواقعة إلى الشمال والشرق وغرب مدينة الموصل في 2014 وبينها العديد من البلدات والقرى التي يقطنها المسيحيون أدى الى هجرة أكثر من 70 ألفاً منهم نحو محافظتي أربيل ودهوك، والانتقال للعيش في المخيمات أو داخل المدن.