رحل أمس، في بغداد، المترجم وأستاذ اللسانيات العراقي مجيد الماشطة (1941 - 2019)، أحد الرواد الذين تخصصوا في علوم اللسانيات الحديثة ودراسات الترجمة في العراق والمشرق العربي بالعموم، والتي درسها في الجامعة الأميركية ببيروت، والتي تخرّج منها عام 1963، ثم تابع دراساته في العراق.
ترجم العديد من الكتب والبحوث العلمية الى اللغة العربية، ونقل الكثير من المفاهيم والنظريات اللغوية الحديثة إلى الجامعات العراقية، وأسهم بذلك في لعب دور كبير في تطوير الدراسات اللسانية فيها، مقدّماً للقارئ والدارس العربي في هذا الحقل أهمّ نتاجات المعارك المعرفية الحديثة فيه.
من أبرز مساهماته في الترجمة، نقله إلى العربية موسوعة "علم الدلالة" لعالم اللسانيات البريطاني جي. آر بالمر، والتي صدرت مطلع الثمانينيات، وأعيد تقديمها في طبعة ثانية في آذار/ مارس الماضي عن "جمعية اللسانيين العراقيين"، كما ترجم كتاب "علم الدلالة" للألسني البريطاني جون لاينز وصدرت أيضاً مطلع الثمانينيات.
من دراساته المنشورة "العربية الفصحى أو اللهجات العامية"، و"مدارس النقد الأدبي الغربي الحديث"، و"علم الدلالة السلوكي"، و"شظايا لسانية" الذي تطرّق فيه إلى عشرين قضية أساسية في علوم اللسانيات ابتداءً من تعريف اللغة وانتهاء بعرض موجز لأهم المذاهب الحديثة في القرن التاسع عشر.
درّس مجيد الماشطة في جامعات عراقية وعربية مثل "البصرة"، و"المستنصرية"، إلى جانب جامعات صنعاء و"الفاتح" في طرابلس الغرب إضافة إلى جامعة مكة، وترك عشرات الدراسات المنشورة في مختلف المجلات المحكمة في بلدان عربية مختلفة.