بعد اجتياح الحوثيين صنعاء وسيطرتهم على أبرز مؤسسات الدولة فيها، تواصلت العملية السياسية في ظل وضع متوتر، وفقاً لاتفاق "السلم والشراكة" الذي تم توقيعه يوم دخول الجماعة العاصمة، وتشكلت بموجب ذلك الاتفاق في السابع من نوفمبر/تشرين الثاني حكومة "الكفاءات" برئاسة خالد بحاح. وفي 19 يناير/كانون الثاني 2015، بدأ التوتر بين الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي والمليشيات، ووصل الأمر الى مواجهات محدودة سيطر الحوثيون على إثرها على القصر الرئاسي، وقدّم هادي ورئيس الحكومة خالد بحاح استقالتهما على ضوئها في 22 من الشهر نفسه.
في السادس من فبراير/شباط، أصدر الحوثيون ما أسموه "الإعلان الدستوري"، انقلبوا بموجبه على ما تبقى من الاتفاقات، وفوّضوا "اللجنة الثورية العليا" للجماعة بالسلطة مؤقتاً، وفي الـ21 من الشهر نفسه، تمكّن هادي من الإفلات من الإقامة الجبرية في صنعاء وغادر إلى عدن، معلناً عدوله عن الاستقالة، وهناك باتت في البلاد سلطتان، انقلابية في صنعاء، وشرعية في عدن. وتصاعد التوتر بينهما في مارس/آذار، مع توجّه الحوثيين وحلفائهم من القوات الموالية لصالح نحو عدن، وطلب هادي تدخلاً من مجلس التعاون الخليجي لحماية الشرعية، بعد أن تعرض قصره بمنطقة المعاشيق في عدن لقصف من قوات الطيران التي باتت تحت حكم الانقلابيين.
اقرأ أيضاً الحرب في اليمن: الآثار والأهداف
في 26 من مارس/آذار دشن التحالف العربي بقيادة السعودية عملياته الجوية تحت مسمى "عاصفة الحزم"، التي بدأت باستهداف التجمعات والمواقع العسكرية للحوثيين وقوات الجيش الموالية لصالح، المتحالفة مع الحوثيين، في أغلب المحافظات ابتداءً من صعدة الحدودية مع السعودية مروراً بصنعاء وصولاً إلى عدن ومحيطها، حيث كانت المواجهات مباشرة بين "اللجان الشعبية" الموالية لهادي وبين الانقلابيين. ونجحت ضربات التحالف بشل القدرة الدفاعية الجوية للانقلابيين وتدمير شبكة الرادار.
في 21 أبريل/نيسان، أعلن التحالف العربي انتهاء عمليات "عاصفة الحزم" بطلب من هادي، الذي كان قد انتقل منذ بداية الحملة للإقامة في الرياض، وكان إعلان انتهاء الحملة أول خطوة لبدء مسار سياسي متزامن مع العمليات، إذ أعقبها بدء عملية "إعادة الأمل"، التي تواصلت معها العمليات العسكرية ضد الأهداف المتحركة، مع توفّر شق سياسي يمهد لانعقاد "مؤتمر الرياض" كأول محطة سياسية للحوار برعاية مجلس التعاون الخليجي، حيث انعقد المؤتمر في الفترة من الـ17 وحتى الـ19 مايو/أيار، غير أن الجهود التي سبقته فشلت في جعله محطة يعود من خلالها الوضع إلى الحل السياسي، ما جعله ينعقد بمشاركة القوى والأطياف السياسية الموالية للشرعية، لتستمر بعده الحرب بوتيرة أزيد.
اقرأ أيضاً: السلطة والمال يعزلان فقراء اليمن عن أغنيائها