مع بدء العدّ التنازلي لإجراء استفتاء الانفصال في إقليم كردستان العراق، المقرر في الخامس والعشرين من الشهر الحالي، يواصل الأكراد خطواتهم التصعيدية في محافظة كركوك (شمال العراق) التي قرروا شمولها بالاستفتاء. وأكد قياديون تركمان انتشار 200 مسلح في مدينة كركوك من مليشيا "حزب العمال الكردستاني" المعارض لأنقرة، والمصنف ضمن الجماعات الإرهابية، فيما قال سياسيون إن رئيس إقليم كردستان العراق مسعود البرزاني يريد تقسيم العراق.
واتهم رئيس الجبهة التركمانية العراقية ارشد الصالحي، محافظ كركوك، نجم الدين كريم، باستقدام 200 مسلح من مليشيا "حزب العمال الكردستاني" إلى المحافظة، مشيراً في بيان إلى نشر المسلحين الأكراد في قاعدة كيوان شمال غربي كركوك.
وقال "المحافظ سمح بانتشار 200 مسلح كردي في قاعدة كيوان العسكرية"، معرباً عن قلقه من هذه الخطوة، التي قال إنها ستزيد من التوترات في المنطقة.
وحذر من وجود لعبة تُحاك ضد المناطق التركمانية في العراق، متسائلاً "لماذا يحضر محافظ كركوك مسلحين من حزب العمال الكردستاني إلى المحافظة، في الوقت الذي لا يسمح فيه بتسليح التركمان من أجل الدفاع عن أنفسهم؟".
وأضاف الصالحي "إذا كان استقدام مسلحي حزب العمال الكردستاني إلى المدينة بحجة محاربة تنظيم "داعش" الإرهابي، فإننا كمكون تركماني، نقوم بمكافحة التنظيم ومحاربته في مدينتنا"، مؤكداً أن "الشعب التركماني في العراق ينتظر رأي الحكومة العراقية والإدارة الأميركية، بشأن هذه القضية".
كما أشار إلى أن "الولايات المتحدة، على دراية بوجود مسلحين من حزب العمال الكردستاني الإرهابي في كركوك".
إلى ذلك، جدد رئيس الجبهة التركمانية العراقية رفضه لاستفتاء إقليم كردستان العراق، مؤكداً أن نتيجة الاستفتاء لن تكون ملزمة للتركمان.
ولفت إلى أن قرار إجراء الاستفتاء في المناطق المتنازع عليها التي لا تزال تحت سيطرة قوات "البشمركة" الكردية بمثابة احتلال، مضيفاً "وكأنما داعش ترك مناطق سيطرته لهؤلاء". واعتبر أن الإدارة الكردية في شمال العراق هي الجهة الوحيدة التي استفادت من ظهور تنظيم "داعش"، بحسب قوله.
بدوره، رفض عضو "تحالف القوى" محمد عبد الله، إصرار سلطات إقليم كردستان العراق على شمول كركوك بالاستفتاء، مؤكداً لـ "العربي الجديد" أن المحافظة عراقية تضم جميع المكونات ولا يمكن أن تحسب لجهة على حساب باقي الجهات.
وحذر من احتمال المواجهة والصدام بين مكونات المحافظة على خلفية الخطاب المتشنج الذي شهدته الفترة الأخيرة، مطالباً رئيس الوزراء حيدر العبادي بموقف قوي وحاسم بهذا الشأن.
وفي السياق، قال رئيس حركة "تصحيح" النائب السابق كامل الدليمي خلال مقابلة متلفزة "إن كركوك للجميع، ولن يسمح لأحد بالاستيلاء عليها".
وأشار إلى أن "العرب يعانون أوضاعاً إنسانية صعبة جداً في كركوك"، مؤكداً أن الأيام الماضية شهدت اختطاف 20 امرأة عربية وقتلهن، من قبل جماعات مسلحة مجهولة.
من جهته، اتهم القيادي التركماني، محمد البياتي، رئيس إقليم كردستان العراق بمحاولة تقسيم العراق من خلال تصريحاته الأخيرة، مخاطباً الأحزاب الإسلامية التي تحكم العراق بالقول "أليس عاراً عليكم أن يقسم العراق في زمانكم؟".
وأضاف "من المعيب جداً أن نرى هذا العراق العظيم ينهال عليه المفسدون، ونراه ينقسم أمام أعيننا والجميع ساكتون".
وانتقد البياتي، وهو وزير حقوق الإنسان السابق، الأحزابَ الإسلامية التي تحكم العراق، بالقول "يا من تدعون أنكم تطبقون الشريعة الإسلامية دون غيركم، هل سمعتم تصريح مسعود البرزاني الأخير، يريد تقسيم العراق، أليس عاراً أن يقسم العراق في زمانكم؟".
وكان البرزاني قد أكد الخميس الماضي أنه ماضٍ في إجراء الاستفتاء بموعده المحدد، على الرغم من الضغوط الكبيرة التي يتعرض لها، مشيراً إلى أنه "يرفض العيش في ظل دولة دينية طائفية"، مطالباً معارضي الاستفتاء بالبديل، مقابل تأجيل إجراء استفتاء الانفصال المقرر أن يجري في الخامس والعشرين من الشهر الحالي.
ومن المقرر أن يتوجّه إلى بغداد خلال الأيام المقبلة، وفدٌ كرديٌ رفيع المستوى للتفاوض مع الحكومة الاتحادية بشأن استفتاء الانفصال في إقليم كردستان العراق.
وفي السياق، كشف القيادي في "تيار الحكمة"، مسؤول الملف الكردي في "التحالف الوطني"، عبد الله الزيدي عن قرب وصول وفد تفاوض كردي إلى العاصمة العراقية بغداد، موضحاً أن زيارة الوفد جاءت لتؤكد إرادة إقليم كردستان العراق في استئناف المفاوضات بين بغداد وأربيل، لا سيما بعد تصريحات البرزاني، الأخيرة، وقرار محافظ كركوك بمشاركة المحافظة في استفتاء الانفصال.