بدأ محام جزائري مسيرة مشياً على الأقدام لمسافة 400 كيلومتر، احتجاجاً على استمرار سجن ناشط سياسي مضرب عن الطعام منذ ما يقارب أربعة أشهر في مستشفى بمدينة الأغواط، 400 كيلومتر جنوب العاصمة الجزائرية.
وانطلق المحامي والرئيس السابق للرابطة الجزائرية لحقوق الإنسان، صالح دبوز، في مسيرته مشياً على الأقدام من العاصمة الجزائرية، إلى غاية مدينة الأغواط، على مسافة 400 كيلومتر، للمطالبة بالإفراج عن السجين والناشط السياسي فخار كمال الدين، وعدد من المساجين الذين أدينوا من قبل محكمة جزائرية بالتحريض وبث الفتنة في منطقة غرداية جنوبي الجزائر.
وقال المحامي صالح دبوز إن أعوان الأمن الجزائري اعتقلوا متعاطفين أحدهما صحافي، كانا بصدد مشاركته في مسيرته مشياً على الأقدام، بعد كيلومترات قليلة من انطلاقه في المسيرة.
ودخل السجين فخار كمال الدين في إضراب عن الطعام لليوم 103، احتجاجاً على الأحكام الصادرة بحقه في قضية الفتنة في غرداية.
وتتعلق هذه القضية بأحداث العنف التي شهدتها مدينة غرداية قبل سنتين بين مجموعتين من الجزائريين العرب والأمازيغ، وهي الأحداث التي أدت إلى مقتل 22 شخصا وجرح 120 آخرين وتهجير عائلات من أحيائها.
وقرر الرئيس الجزائري، عبد العزيز بوتفليقة، في أعقاب هذه الأحداث، تكليف قيادة عسكرية لإدارة الوضع الأمني في المدينة، بعد إخفاق تشكيلات الأمن والدرك في الحد من أعمال العنف بين السكان المحليين.
ويعد السجين فخار كمال الدين ناشطاً سياسياً سابقاً في جبهة القوى الاشتراكية، لكن عدداً من مواقفه دفعت الحزب إلى استبعاده، حيث كان قد راسل هيئة الأمم المتحدة للمطالبة بإرسال وحدة من القبعات الزرق لحماية السكان الأمازيغ، واتهم هيئات أمنية بممارسة التمييز بين السكان حسب العرق.
وفي الفترة الأخيرة بدأت ظاهرة المسيرات مشياً على الأقدام لمسافات بعيدة، كشكل من أشكال الاحتجاج السياسي، حيث خاض المرشح السابق للانتخابات الرئاسية رشيد نكاز، مسيرة مشياً على الأقدام من العاصمة حتى مدن الصحراء الجزائرية، كما خاض الناشط السياسي، جمال سعدي، مسيرة على الأقدام من ولاية تبسة على الحدود مع تونس إلى العاصمة احتجاجاً على إقصائه من الترشح للانتخابات البرلمانية المقبلة.