وكانت سلسلة من الغارات شنتها طائرات الاحتلال قبل انتهاء مهلة الهدنة عند منتصف ليل الثلاثاء ــ الأربعاء، أدت إلى سقوط 14 شهيداً وعشرات الجرحى، الأمر الذي لاقى رداً من المقاومة الفلسطينية التي حذّرت الاحتلال من أنه سيدفع الثمن باهظاً. واستشهد ثلاثة فلسطينيين وأصيب نحو ثمانين آخرين، في سلسلة من الغارات شنّها الطيران الحربي على مناطق مختلفة من القطاع. وقال المتحدث باسم وزارة الصحة في غزة أشرف القدرة، أن سيدة وطفلة وشخصاً ثالثاً مجهول الهوية، استشهدوا في القصف الذي استهدف منزلاً مأهولاً لعائلة الدلو في حيّ الشيخ رضوان، شمالي مدينة غزة، وقد دمر القصف المنزل على من فيه.
وحاول العدو الاسرائيلي، اغتيال القائد العام لـ"كتائب القسام"، محمد الضيف (أبو خالد)، لكن استهداف أحد المنازل، أدّى الى استشهاد زوجته وابنته. واعترفت اسرائيل بالمحاولة، كما اعترف "حماس" باستشهاد زوجة الضيف وابنته.
ولاحق الطيران الاستطلاعي المواطنين الذين هبوا لانتشال الشهداء والجرحى، فأصيب العشرات منهم. كما لاحقت الصواريخ كذلك مجموعة مواطنين كانوا قرب مسجد في الحيّ، فأصيب عشرة مواطنين على الأقل في هذا القصف، وفق مصادر طبية. ورصد "العربي الجديد" أكثر من 40 غارة على مناطق مختلفة من قطاع غزة، أبرزها مناطق زراعية ومناطق فارغة، وبعض مواقع تدريب المقاومة.
في غضون ذلك، أطلقت "كتائب القسّام"، رشقات صاروخية على الأراضي المحتلة واستهدفت مطار "بن غوريون" بصاروخ على الأقل. وقالت "القسّام" في بيانات متعددة وصلت "العربي الجديد"، إنها قصفت مدينة تل أبيب بصاروخين من طراز "أم 75" و"فجر 5"، ومدينة بئر السبع المحتلة بخمسة صواريخ "غراد" ومدينة نيتفوت بصاروخ "قسّام"، ومستوطنة سديرت بعشرة صواريخ "قسّام".
وتبنّت "القسّام" أيضاً قصف كريات ملاخي بخمسة صواريخ "غراد"، قبل أن تعود لقصف ذات المنطقة بـ13 صاروخاً من الطراز نفسه، وأطلقت صاروخاً واحداً من طراز "جي 80" على مطار "بن غوريون".
وأعلنت الكتائب، في بيان، أن قصفها للأراضي المحتلة والمستوطنات المحيطة بقطاع غزة، "جاء في إطار الرد على اختراق العدو للتهدئة، وارتكابه لمجزرة بحق شعبنا، وخاصة في قصفه البربري لمنزل عائلة الدلو في حيّ الشيخ رضوان شمال مدينة غزة". وذكّرت "القسّام" أن هذا الرد " أوّلي، والعدو بهذه العملية الغادرة فتح على نفسه أبواب جهنّم، وسيدفع ثمناً باهظاً بإذن الله"، متحدية "العدو الصهيوني في أن يعلن السبب الحقيقي الكامن وراء هذا العمل الجبان في قصفه لمنزل عائلة الدلو".