بالرغم من أجواء الفرحة العارمة التي اجتاحت الجزائر وجماهير منتخب الخضر في البلاد، بعد التتويج التاريخي بلقب كأس الأمم الأفريقية الأخيرة في مصر، وهو اللقب الثاني فقط لـ"المحاربين" خلال الـ30 سنة الماضية، إلا أن ثمة أخبارا انتشرت في الفترة الماضية، قد تتسبب في إفساد هذه الفرحة، تتحدث عن احتمال استقالة رئيس الاتحاد الجزائري لكرة القدم خير الدين زطشي من منصبه، قبل أن ينفي الاتحاد ذلك عبر بيان رسمي.
وتسارعت الأحداث مجددا داخل المنتخب الجزائري، بعد أن ألمح نجم مانشستر سيتي الإنكليزي رياض محرز، إلى أن مستقبل المدير الفني جمال بلماضي غير مضمون مع المنتخب الجزائري.
وفجر محرز مفاجأة مدوية بعد أن ألمح إلى احتمال رحيل بلماضي رغم قيادته المنتخب الجزائري، لإحراز لقب كأس أمم أفريقيا، وأيضا بالرغم من تحوله إلى أحد رموز البلاد، بفضل مساهمته الفعالة في التتويج باللقب القاري الغائب عن "الخضر" منذ أكثر من 29 سنة.
وعزز محرز حالة الترقب التي تسود مستقبل بلماضي مع منتخب الجزائر، عندما قال في حوار مع صحيفة "ليكيب" الرياضية الفرنسية بأن استمرار المدير الفني في منصبه محل شك رغم أن عقده مع الاتحاد الجزائري لكرة القدم مستمر إلى غاية مونديال قطر عام 2022، وقال رياض في سياق حديثه عن مستقبل بلماضي: "لقد تحدثنا بيننا نحن اللاعبين، إزاء كل ما يحدث حاليا، وبلماضي وحده من يمكنه اتخاذ القرار الذي يناسبه وسنحترمه".
وكانت وسائل الإعلام في الجزائر قد تحدثت في الفترة الأخيرة عن "عدم رضا" بلماضي عن الكثير من الأمور، التي تحدث حول محيط المنتخب، خاصة خلال الفترة التي كان يستعد فيها المنتخب الجزائري لنهائيات أمم أفريقيا، وخلال البطولة ذاتها، وقالت صحيفة "الشروق" الجزائرية بأن بلماضي التقى رئيس الاتحاد خير الدين زطشي بعد النهائي الأفريقي مباشرة، وطلب منه ضرورة إحداث الكثير من التغييرات في محيط المنتخب، والتي تؤثر بشكل سلبي عليه، مضيفة بأن بلماضي كان صريحا خلال حديثه مع رئيس الاتحاد، إذ أشعره بأنه لا يمكنه الاستمرار في العمل وسط الظروف الحالية.
وبحسب مصادر قريبة من بلماضي، فإن الأخير لا يريد استمرار المدير الحالي للمنتخب حكيم مدان ومساعده، ويرغب في ضم مساعدين آخرين من اختياره، بعد ما لاحظ حدوث بعض التجاوزات فيما يتعلق بالأمور الانضباطية داخل معسكر المنتخب خلال النهائيات الأفريقية.
وخلال حواره مع "ليكيب" أبرز رياض محرز الدور المهم الذي لعبه بلماضي في تتويج الجزائر باللقب القاري وقال: "في ملعب المباراة، يقدم بلماضي كل ما لديه مثلنا نحن اللاعبين، هو اللاعب رقم 12 في الفريق، يتحدث معنا كثيرا ويمنحنا الكثير من التعليمات، هو يعيش معنا المباريات بكل أحاسيسه ومشاعره"، مضيفا: "ما يقوم به رائع للغاية، لقد قام بمنحنا قيم روح المجموعة التي كنا نحتاجها، وزيادة على المهارات التي تميزنا كلاعبين، كان يجب أن نكون مجموعة واحدة، وجمال بلماضي عرف كيف يفعل ذلك مع منتخب الجزائر، كل الفضل يعود إليه".
وفي سياق متصل، شبّه محرز أجواء الاحتفالات والفرحة التي عاشها عقب التتويج الأفريقي بالأجواء التي صاحبت تتويجه بلقب الدوري الإنكليزي الممتاز رفقة فريقه السابق ليستر سيتي صيف عام 2016، وقال: "بعد تتويج الجزائر بكأس أفريقيا، راودني نفس الإحساس الذي شعرت به بعد نيلي لقب الدوري الإنكليزي مع ليستر سيتي، مع كل الحوافز التي كانت تدفعنا للمضي قدما، لقد كان لدينا فريق رائع ومدرب "سوبر"، كل شيء كان مجتمعا كي ننجح".
كما كشف محرز عن المسؤولية الثقيلة التي حملها خلال "الكان" عندما تم منحه شارة القيادة، وقال: "هذا الدور ساعدني كثيرا، شارة القيادة جعلتني أشعر بالمسؤولية، ولكنها لم تكن سوى قطعة قماش فقط، كي تكون زعيما يجب أن يتعلق الأمر بأشياء أعظم من شارة القيادة".
وعاد رياض محرز للتعليق عن رده القوي على أحد النواب الفرنسيين الذين هاجموا منتخب الجزائر قبل لقاء نيجيريا في نصف نهائي "الكان" حيث قال: "لقد قمت بالرد عليه، في لحظة كنت أفكر فيها بأنه يجب عليّ أن أرد، صحيح أن ردي أحدث ضجة كبيرة، ولكن يجب أن نتوقف عند رياض محرز لاعب الكرة فقط دون غيره، وهذا هو موقعي المناسب، أنا لست رجل سياسية ولا أمارسها إطلاقا، كان يجب فقط أن أقوم بإيصال الرسالة، كان يجب علي أن أفعل ذلك".
وأضاف: "لا أحد سيستفيد من الاستمرار في صب الزيت على النار، وإثارة مشاعر الغضب والكراهية، يجب أن نترفع عنها، في خضم الأزمة التي حصلت، لا يجب القول بأن هناك جانبا جزائريا وفي الجانب الآخر طرفا فرنسيا، نحن جميعا معا، ولهذا السبب قمت بوضع العلمين الجزائري والفرنسي خلال ردي على تغريدة النائب الفرنسي، أنا ألعب للجزائر ولكنني ولدت وكبرت في فرنسا".