واستند الخبراء والمحللون في توقعاتهم إلى أسباب عدة منها أن سوق النفط العالمية لا تزال تعاني من تخمة في المعروض من النفط تقدر بنحو مليوني برميل يومياً، وعدم قدرة منظمة الدول المنتجة للنفط "أوبك" على حسم الأسعار لصالحها في ظل تراجع حصتها من 60% لنحو 30% من الإنتاج العالمي، وكذا زيادة إنتاج عدد من الدول الأعضاء بأوبك وعلى رأسهم إيران والعراق وليبيا، إضافة لإصرار الدول المنتجة من خارج أوبك على الاحتفاظ بحصصها السوقية لعدم فقدانها وعدم تأثر اقتصادياتها سلباً بتراجع الأسعار.
وكان الخبراء يتحدثون اليوم السبت في ندوة نظمها المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات تحت عنوان "تداعيات انخفاض أسعار النفط على الدول المصدرة"، وشارك فيها عدد من الخبراء والباحثين العرب المتخصصين بمجال النفط والطاقة والمصارف.
وقال الدكتور سمير سعيفان إن الندوة تأتي في سياق انخفاض كبير لأسعار النفط التي بلغت أدنى مستوى لها في مطلع أيلول/ سبتمبر 2015، عندما لامست سعر 40 دولاراً للبرميل الواحد، وذلك نزولاً من 110 دولارات في الشهر نفسه عام 2014 و115 دولاراً في يونيو 2014.
وحسب مشاركين في ندوة المركز العربي، فقد ألقى خبراء النفط خلال الندوة الضوء على العوامل المتحكمة في تحديد سعر برميل النفط صعوداً وهبوطاً، ورصد تداعيات الانخفاضات المتتالية في أسعاره منذ نهاية عام 2014 على الدول المصدرة التي تعتمد اقتصاداتها على الإيرادات النفطية، وانعكاس تراجع هذه الإيرادات على البرامج والخطط للتنمية الاقتصادية والاجتماعية وشبكات الدعم الاجتماعي وقدرات هذه الدول على توافر الخدمات خاصة في بعض الدول المصدرة؛ مثل بعض دول مجلس التعاون، والعراق، والجزائر، وروسيا.
كما ناقش الخبراء والمحللون مدى تأثير انخفاض أسعار النفط في تحريض احتجاجات اجتماعية في بعض هذه الدول، ومدى قدرة البلدان المصدرة على تحمل هذا الانخفاض، وسياساتها تجاه كل هذه الآثار، وتأثير انخفاض الأسعار في الدول المستهلكة.
كما أجاب الخبراء المشاركون في ندوة المركز العربي على عدة أسئلةً أساسيةً منها: هل تقف عوامل العرض والطلب وراء الانخفاض الأخير الشديد في الأسعار؟ أم توجد عوامل سياسية تقف وراءه كما يشاع؟ وهل لانخفاض الأسعار تأثيرات في السياسة الخارجية لبعض هذه الدول مثل روسيا وإيران؟ وما هو المسار المتوقع لأسعار النفط مستقبلًا؟ وهل يؤدي انخفاض أسعار النفط إلى إعادة رسم الخريطة السياسية في دول الأزمات العربية (سورية، واليمن، والعراق)؟ وكيف يمكن أن يؤثِّر هذا الانخفاض في موازين القوى السياسية والعسكرية بالنسبة إلى هذه الدول؟
من أبرز المتحدثين في ندوة اليوم وزير الطاقة والصناعة ونائب رئيس مجلس الوزراء السابق في قطر عبد الله بن حمد العطية، الذي تحدث عن أسعار النفط ودور أوبك وسياستها تجاه الأسعار، وممدوح سلامة خبير الطاقة الدولي، والاستشاري لدى البنك الدولي في واشنطن وحسن علي العميد المؤسس لكلية الإدارة العامة واقتصاديات التنمية بمعهد الدوحة للدراسات العليا، ورئيس منظمة اقتصادي الشرق الأوسط، وعلي ميرزا الخبير في قضايا إعادة الهيكلة والإصلاح الاقتصادي والتخطيط ومحمد خضر الشطي خبير في شؤون النفط والأسعار والأسواق وبحوث التسويق والممثل الوطني لدولة الكويت في منظمة الأوبك وفي منتدى الطاقة الدولي.
اقرأ أيضاً: أوبك هل انتهت؟