رحلة طويلة مع الرواية كتابة ونقداً، تلك التي خاضها ابن مدينة قابس التونسية، الروائي والناقد محمد الباردي الذي غادر عالمنا يوم أمس. فعن عمر ناهز السبعين عاماً، رحل صاحب "مدينة الشموس الدافئة"، تاركاً وراءه قرابة عشرين كتاباً بين الرواية ونقدها، وعشرات الدراسات والمقالات الأدبية.
ولد محمد الباردي في قابس على الساحل الجنوبي لتونس عام 1947، ودرس اللغة العربية وآدابها، وحصّل فيها على درجة الدكتوراه في الأدب المقارن سنة 1983.
قبل هذا التاريخ بثلاث سنوات كان الباردي قد بدأ مسيرته الأدبية، فبعد أن نشر العديد من القصص القصيرة، كانت سنة 1980 شاهدة على رؤية روايته الأولى "مدينة الشموس الدافئة".
سنوات الثمانينيات والتسعينيات كانت شاهدة أيضاً على نشاط غزير للباردي، حيث كان ينشر بشكل مستمر في دوريات مثل "الفكر"، و"مسار"، و"قصص" وغيرها. كما أسس سنة 1992 "مركز الرواية العربية بقابس".
ظل الباردي وفياً لمدينته قابس في تخييلاته الروائية، وعن ذلك قالت وزارة الثقافة التونسية في بيان لها يوم أمس: "كان غزير الإنتاج وأغلب رواياته تسبح في أجواء مدينة قابس التي عاش فيها ولم يتخل عنها، [فهي التي] منحته كل الذكريات الجميلة التي عبر عنها في رواياته".
ترك الناقد التونسي خلفه عدداً من الروايات من بينها: "قمح أفريقيا" (1994)، و"على نار هادئة" (1997)، و"حوش خريف" (1997)، و"جارتي تسحب ستارتها" (1998)، و"كرنفال" (2005)، و"الملاح والسفينة" (2009)، و"حنة" (2010)، و"ديوان المواجع" (2014).
وفي النقد: "شخص المثقف في الرواية العربية المعاصرة" (1993)، و"في نظرية الرواية" (1996)، و"عندما تتكلم الذات: السيرة الذاتية في الأدب العربي الحديث" (2005)، و"حنا مينه: كاتب الكفاح والفرح" (2007)، وغيرها.