أشاعت الزيارة القصيرة التي قام بها ولي عهد أبوظبي الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، على رأس وفد إماراتي رسمي، أمس الجمعة إلى الدوحة، ولقائه مع أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، اندفاعة طيبة في مسار المصالحة الخليجية.
وإذا كانت الزيارة غير معلنة سابقاً ومفاجئة إلى حد ما، فإنها بدت في الوقت نفسه غير مستغربة، فقد نجح اتفاق الرياض التكميلي، في كسر الجليد في العلاقات بين قطر من جهة والإمارات والسعودية والبحرين من جهة أخرى، ما تُرجم أولاً بعودة سفيري السعودية والبحرين إلى الدوحة، وتسمية الإمارات سفيراً جديداً لها إلى الدوحة، خلفاً للسفير المنتهية مهمته.
وذكرت وكالة الأنباء القطرية أن أمير قطر، بحث مع ولي عهد أبوظبي، "العلاقات الأخوية القائمة بين البلدين الشقيقين، وسُبل دعمها وآفاق تعزيزها في شتى المجالات، إضافة إلى استعراض عدد من القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك، فضلاً عن استعراض مسيرة مجلس التعاون لدول الخليج العربية، وحرص البلدين على دعم العمل الخليجي المشترك في كل ما من شأنه أن يعزز وحدته، ويخدم مسيرته، ويعمق روابط التعاون الأخوي بين دوله، ويحقق الخير والتقدم والازدهار لشعوبه".
وقد وصفت وكالتا الأنباء القطرية والإماراتية زيارة الشيخ بن زايد إلى الدوحة بأنها أخوية، وأفادت الوكالة الإماراتية بأنها جاءت تلبية لدعوة من أمير قطر. وذكرت أن ولي عهد أبوظبي عبّر عن قناعة دولة الإمارات التامة بوحدة المصير الذي يجمع دول مجلس التعاون الخليجي، و"أن التكاتف والتعاضد ووحدة الكلمة تعزز المسيرة الخليجية المشتركة، أمناً واستقراراً وازدهاراً".
كما أكد الشيخ بن زايد حرص دولة الإمارات وإيمانها بمنظور مجلس التعاون. ووفق الوكالة، فإنه أعرب عن سعادته بنتائج لقائه مع الشيخ تميم، و"الذي يصب في مصلحة البلدين والشعبين الشقيقين ومسيرة مجلس التعاون".
وتؤكد الزيارة في نتائجها هذه، وفيما نقلته وكالتا الأنباء الرسميتان، أن صفحة الخلاف بين الدوحة وأبوظبي صارت من الماضي، وأنهما بصدد استعادة زخم العلاقة بينهما. وتدلل على أن الاتصالات بين قادة دول مجلس التعاون والمشاورات بينهم كفيلة بحل أي خلافات، والحؤول دون تدهور العلاقات إلى مزيد من التأزم والتوتر.
كما أشاعت الزيارة موجة تفاؤل في الشارع القطري بطي صفحة المعتقلين القطريين في دولة الإمارات، وعبّر عن ذلك أبناء المعتقل محمود الجيدة، بعد المصالحة الخليجية، على موقع التواصل الاجتماعي" تويتر" بالأمل في ذلك، وفي تحقيق أمنية نجل المعتقل محمود الجيدة، بتقبيل رأس والده الذي حرم من رؤيته منذ عام.
وينتظر الشارع القطري الذي يستعد لاستقبال قادة مجلس التعاون الخليجي في قمة الدوحة في التاسع والعاشر من ديسمبر/كانون الأول المقبل، أول نتائج عملية زيارة الشيخ بن زايد إلى الدوحة، بالإفراج عن محمود الجيدة، المحكوم بالسجن سبع سنوات، وعن كلٍّ من المعتقلين، يوسف عبد الصمد عبد الغني الملا وحمد علي محمد الحمادي، اللذين جرى اعتقالهما في مركز الغويفات الحدودي على الحدود الغربية لدولة الإمارات، في نهاية شهر يونيو/حزيران الماضي.
وكان وزير الخارجية القطري خالد العطية، أعلن الأربعاء الماضي، أن الخلافات الخليجية صارت من الماضي، ما أكد حقيقة أن صفحة جديدة قد فُتحت بين دول مجلس التعاون الخليجي، وأن الأزمة التي استمرت أكثر من ثمانية أشهر أصبحت وراء الجميع.
وجاء كلام العطية في مؤتمر صحافي مع الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي عبد اللطيف الزياني، بعد ختام الاجتماع الوزاري التحضيري للقمة الخليجية المقررة في الدوحة الشهر المقبل، وهي القمة التي قال بصددها ملك البحرين الشيخ حمد بن عيسى آل خليفة، إنها ستشكل منعطفاً مهماً ونقطة تحوّل في المسيرة الخليجية، وذلك خلال استقباله الزياني، أول من أمس الخميس في المنامة.