محمد حسنين... ابن السادسة أصغر مذيع في باكستان

25 اغسطس 2020
يحظى بشعبية بين المستمعين (العربي الجديد)
+ الخط -

لم يتجاوز الطفل محمد حسنين ستة أعوام، لكنّه مقدم برامج إذاعية في باكستان. هذا الطفل الموهوب باتت لديه جماهيرية، إذ ينتظره كثير من المستمعين، فيما والداه هما سرّ نجاحه

في إذاعة "تهذيب بختونخوا" الباكستانية، مذيع مختلف عن جميع مذيعي باكستان، فهو طفل لم يتجاوز السادسة. هذا الطفل هو محمد حسنين، المتفوق في دراسته أيضاً، والذي حظي برعاية مميزة من والديه، أطلقت موهبته.
إلى جانب الدراسة، يمضي محمد حسنين جزءاً كبيراً من وقته في إعداد البرامج الإذاعية المتنوعة، وتقديمها. ينتظره كثيرون على مدار الأسبوع فقد حقق شهرة فائقة لدى مستخدمي وسائل التواصل الاجتماعي خصوصاً. يعبر حسنين عن سروره كلّ مرة بالدخول إلى مبنى الإذاعة لتقديم البرامج، ويقول: "أنا أنشر الخير والعلم وكلّ يوم أتعلم شيئاً جديداً كما أنشر معلومات مهمة يحتاجها الناس".

محمد حسنين مذيع باكستاني طفل2

يمر محمد حسنين بثلاث مراحل في جمع المعلومات قبل تقديم البرامج على الإذاعة، وتلك المراحل هي: جمع المعلومات من خلال القراءة في الكتب، وجمعها من المواقع الإلكترونية، ثم مناقشتها مع والديه في المرحلة الثالثة، وهما يساعدانه في ترتيب البرامج، قبل أن ينطلق إلى الإذاعة لتقديمها. كلّ هذا الجهد يبذله الطفل الصغير فضلاً عن إنجازه واجباته المدرسية. يقول حسنين: "أقرأ الكتب المدرسية طوال ساعات من النهار مع أمي، وفي بعض الأحيان مع أبي، لأنّي أريد أن أحافظ على درجتي في المدرسة، فلا أمضي وقتي كلّه في البرامج وإعدادها. المعلمون يحبونني جداً من أجل ذلك، فأنا متفوق في المدرسة وفي العمل أيضاً".
محبو حسنين ومتابعوه من جميع الفئات؛ كبار السن والشباب والأطفال. يعلق: "يفرحني هذا فكثيرون يعرفونني في الإقليم (خيبر بختونخوا) وعندما أخرج إلى السوق وألتقي بالناس يلاقونني بحفاوة، وهو ما يسعدني جداً".

مسيرته الإعلامية بدأت عندما كان في الرابعة، وهو ما تتحدث عنه والدته نادية محمود. تقول: "ابني طفل غير عادي منذ البداية. واصلت دراستي بعد الزواج، وكنت آخذ حسنين معي إلى الجامعة عندما كان ابن عامين، وكان يتعلم كلّ ما يراه، لذلك أوصتني بعض صديقاتي وأساتذتي بالاهتمام به، وفعلاً هذا ما حصل، فنمت مداركه بسرعة". تضيف الوالدة: "بعد تخرجي من الجامعة بدأت العمل في إحدى القنوات المحلية فكان حسنين مهتماً، وقدم أول برنامج تلفزيوني في قناة خيبر المحلية ولم يتجاوز عمره أربعة أعوام". وتذكر الوالدة أنّ من مميزات ابنها السؤال عن كلّ شيء والتدخل في كلّ صغيرة وكبيرة: "هو ليس كالأطفال الآخرين، وليست له هوايات مثلهم، بل همّه الأول والأخير التعلم والوصول إلى المعلومات".

محمد حسنين مذيع باكستاني طفل1

حول استخدام الطفل وسائل التواصل الاجتماعي والبحث في المواقع أكثر من اللازم، تقول نادية: "ابني يحبّ البحث عن المعلومات في المواقع واستخدام وسائل التواصل الاجتماعي، لكنّي ووالده نتولى إدارة العملية، كي يؤدي ذلك بصورة إيجابية فلا نتركه يهدر الوقت، بل نشارك معه في جميع أنشطته كالأصدقاء". ومن نشاطات الوالدة التي تساهم في تكوين شخصية حسنين أنّ لها صفحات على وسائل التواصل الاجتماعي باسم ابنها، وفيها تتولى نشر المعلومات والبرامج، والإجابة على أسئلة المتابعين والمحبين لحسنين، وهو في حدّ ذاته عمل مستقل للوالدة، يأخذ وقتاً من يومها". تعلق: "أتعب من تراكم العمل وتنوعه، فإلى جانب الاهتمام بالمنزل والأسرة وكثرة الضيوف أهتم بدراسة حسنين وأساعده في إعداد البرامج وتنقله من المدرسة إلى المنزل ومن المنزل إلى مكان العمل، وإلى جانب كلّ ذلك أخصص وقتاً لوسائل التواصل الاجتماعي لنشر ما يقوم به ابني. لكن، عندما أشهد على ردود فعل المواطنين المرحبة، أرتاح كثيراً".
أما الوالد، خالد محمود، فهو طبيب، ويخصص جزءاً من حياته أيضاً لنشاط ابنه حسنين، بالرغم من انشغاله، إذ لا يترك كلّ العبء على الوالدة. يقول الوالد إنّ من الأخطاء التي يرتكبها الآباء الانشغال الكبير بالعمل وترك الأولاد وعدم الاهتمام بهم، مع أنّهم هم من يشكلون الجيل المقبل، مؤكداً أنّ حسنين لا يختلف كثيراً عن بقية الأطفال، لكنّ اهتمام الوالدة جعله يختلف وينجز أكثر من غيره، موضحاً أنّ الأم هي الأسرة ولها دور كبير في تربية أولادها وهذا ما تفعله أم حسنين.

بدوره، يؤكد الناشط والإعلامي، واحد خان، الذي رأى الطفل وعاش معه، أنّه مميز، لكنّ الأمر الذي أحدث الفرق الحقيقي برأيه هو دور الوالدة والوالد: "الوالدة كرست حياتها كلّها من أجل ابنها حسنين، فقد وضعت جدولاً مفصلاً بالمهام، إذ تربي ابنها طوال النهار والليل، كما تركت كثيراً من طموحاتها من أجله، فتقدم له كلّ ما ينفعه، لذلك هو متميز، ويفعل ما لا يفعل غيره من الأطفال".

المساهمون