"600 شيكل سعر التذكرة لحفلة، محمد عساف، في الناصرة! لو أمّ كلثوم تطلع من قبرها تغنّي ما حدا بحط 600 شيكل ع حفلتها"، بهذه الكلمات على صفحة فيسبوك عبّر أحد المستائين من حفلة "محبوب العرب" محمد عسّاف الخاصة (VIP)، والتي ستعقد في الناصرة في فندق "الجولدون كراون" في الـ 26 من الشهر الجاري، وهي الأولى له في الأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1948.
يلخّص التعليق استياءً واسعاً من فلسطينيّ الداخل الذين ينتظرون حفل الفنان الشاب. هو الذي جمع الفلسطينيين كلهم، ونال دعمهم، أصبح محطّ نقاش حادّ في اليومين الأخيرين عن تحوّله إلى وسيلة في يد شركات الانتاج والتسويق، بينما ينتظرون منه أن يبقى ابن غزّة القريب من عامة الناس.
احتدّ النقاش إلى درجة مطالبة بعض بمقاطعة الحفل، ومهاجمة المنظّمين الذين كان لهم رأي مختلف، معتبرين أنّ سعر الحفل الخاص مقبول، مقارنة بحفلات عساف في الوطن العربي والعالم وحتى في رام الله وبيت لحم، خصوصاً أنّ الحفل من دون "سبونسر" أو راعٍ رسمي، لأنّ الشركة التي ترعى عساف ترفض التعامل مع شركات اسرائيلية، وهي لم تنجح في استقطاب تمويل من شركات عربية من الداخل. وقد ردّ المدافعون عن عساف، بالتنبيه إلى أنّه سيحيي حفلاً شعبياً آخر في "جبل القفزة" في 25 أبريل/نيسان برعاية بلدية الناصرة، وبكلفة 100 شيكل للتذكرة، ولكنّ الاعلان عن الحفل تأخّر لأسباب لوجستية تتعلّق بتجهيز المكان.
كما دافع بعض الفنانين عن عسّاف، قائلين إنه لا يملك القرار على سعر التذكرة، ومن يضع السعر هو الشركة (تابعة لقناة mbc) التي تعاقد معها خلال اشتراكه في برنامج "محبوب العرب" لمدة عشر سنوات، وهي مسؤولة عنه في كل شيء يتعلق بحفلاته وأعماله، إضافة إلى ذلك تساءلوا لماذا التعامل المختلف مع عسّاف، وكل الفنانين العرب لديهم هذه الأسعار؟، كما أشاروا إلى أن عسّاف، هو من أصر على القدوم إلى الناصرة بعدما رفضت شركته في البداية بحجّة أنّ المدينة تقع تحت السيادة الإسرائيلية.
ويتّضح بعد الفحص أنّ تأخّر الإعلان عن الحفلة الشعبية يأتي بسبب عدم جهوزية مكان الحفل، جبل القفزة. المكان الذي يتسع لعشرات الآلاف، شُيّد خصيصاً لمناسبة قدوم البابا السابق بندكتوس الـ16 الى الناصرة عام 2009 وهي المناسبة الوحيدة التي أقيمت فيه، وهو أيضاً أثار جدالات واسعة لكلفة تشييده العالية، التي بلغت عشرات ملايين الدولارات، ولكلفة صيانته التي أعلنت بلدية الناصرة أنها ستكلف مليوني شيكل.
الجدل يحضّ على التساؤل عن دور الشركات التجارية التي تسعى الى مضاعفة أموالها عن طريق محمد عسّاف، والكوفية الفلسطينية والتصوير داخل أزقّة المخيّمات.
وصف بعض عساف بـ"المكبّل"، لأنّه مرتبط بعقد طويل الأمد مع هذه الشركات، وشبّهوه بالأسير، سواء بإرادته أو بفرض الأمر الواقع.
الأكيد أنّ ذهاب الشاب الفلسطيني إلى برنامج "آراب آيدول" كان بقرار واعٍ هدفه الفوز والغناء للعرب ككلّ.
يبقى للمتابعين انتظار لقاء أهل الناصرة بمحبوب العرب، وكيفية انعكاس هذا الجدل على شعبيتّه.