محنة لبنان.. أبرز الأزمات الاقتصادية والسياسية

23 يوليو 2020

+ الخط -

يعيش لبنان أزمة اقتصادية يُنظر لها على نطاق واسع، باعتبارها أكبر تهديد لاستقراره منذ الحرب الأهلية التي دارت رحاها بين 1975 و1990، الأمر الذي يشجع على موجة هجرة جديدة للخارج. ومنذ انتهاء الحرب تتالت الاعتداءات الإسرائيلية على المنشآت والقرى والبنى التحتية اللبنانية، فيما ساهمت الصراعات الداخلية والسياسات الاقتصادية والاجتماعية والفساد، في تعزيز الأزمات.

ومع تزايد ندرة النقد الأجنبي فقدت الليرة اللبنانية نحو 80 بالمئة من قيمتها، وتعذر حصول المودعين على أموالهم من البنوك وارتفعت البطالة وزاد الفقر.

وفيما يلي أبرز الاضطرابات التي شهدها لبنان منذ العام 2005: 

اغتيال الحريري

اغتيل رئيس الوزراء اللبناني الأسبق رفيق الحريري في 14 فبراير/ شباط 2005 نتيجة انفجار قنبلة ضخمة أثناء مرور موكبه في بيروت مما أدى لمقتل 21 آخرين. دفع مزيج من المظاهرات الحاشدة والضغط الدولي لاحقا سورية لسحب قواتها من لبنان. نظم حلفاء  لدمشق مسيرات كبيرة في لبنان دعما للنظام السوري.

دخل لبنان حقبة جديدة من التحرر من الهيمنة السورية. انضم حزب الله المدعوم من إيران والحليف المقرب لدمشق إلى الحكومة لأول مرة.

العدوان الإسرائيلي

في يوليو / تموز 2006 عبر حزب الله الحدود إلى فلسطين المحتلة وخطف جنديين إسرائيليين وقتل آخرين، مما فجّر حربا استمرت خمسة أسابيع. وقُتل ما لا يقل عن 1200 شخص في لبنان و158 إسرائيليا.

وبعد الحرب تصاعد التوتر في لبنان بسبب مخزون السلاح القوي لحزب الله. وفي نوفمبر/ تشرين الثاني استقال حزب الله وحلفاؤه من الحكومة التي يقودها رئيس الوزراء المدعوم من الغرب فؤاد السنيورة، ونظموا ضدها احتجاجات بالشوارع.

أزمة نهر البارد

واصل حزب الله وحلفاؤه اعتصاما في 2007 ضد حكومة السنيورة على مدى العام. كان مطلبهم المعلن الحصول على الحق في نقض قرارات الحكومة.

في مايو/ أيار اندلع قتال بمخيم للاجئين الفلسطينيين في شمال لبنان بين الجيش اللبناني ومجموعات مسلحة تابعة لجماعة فتح الإسلام. واضطر آلاف اللاجئين الفلسطينيين للهرب من مخيم نهر البارد.

وفي سبتمبر/ أيلول سيطر الجيش اللبناني على المخيم، بعد أكثر من ثلاثة أشهر من القتال الذي أدى لمقتل أكثر من 300 شخص.

أحداث 7 أيار

في السادس من مايو/ أيار 2008 اتهمت حكومة السنيورة حزب الله بإدارة شبكة اتصالات خاصة، والتجسس على مطار بيروت من خلال تركيب كاميرات. ووعدت الحكومة باتخاذ إجراء قانوني ضد الشبكة.

في السابع من مايو / أيار قال حزب الله إن التحرك ضد شبكة اتصالاته إعلان حرب من الحكومة. وبعد صراع قصير سيطر حزب الله على غرب بيروت الذي تسكنه أغلبية مسلمة.

في 21 مايو/ أيار وبعد وساطة وقّع الزعماء المتصارعون اتفاقا في قطر لإنهاء 18 شهرا من الخلاف السياسي. وانتخب البرلمان قائد الجيش ميشال سليمان رئيسا للبلاد.

الإطاحة بالحريري

في يناير/ كانون الثاني 2011 أُطيح بالحكومة الأولى التي شكلها سعد الحريري، عندما انسحب حزب الله وحلفاؤه بسبب التوترات بشأن المحكمة الدولية الخاصة بلبنان المدعومة من الأمم المتحدة.

اتهمت المحكمة لاحقا أربعة أعضاء كبار من حزب الله بقتل رفيق الحريري. نفى حزب الله أي دور له بالاغتيال. وقال الأمين العام حسن نصر الله إن السلطات لن تستطيع العثور على المتهمين. ووجه الاتهام إلى عضو خامس بحزب الله في 2013.

حزب الله في سورية

انتشر مقاتلو حزب الله في سورية في 2012 وكان ذلك سريا في بادئ الأمر، بهدف مساعدة قوات النظام السوري لمواجهة انتفاضة ضد الرئيس بشار الأسد. وتلعب الجماعة دورا رئيسا في قمع الانتفاضة.

أزمة النفايات

ظهرت أزمة القمامة في العام 2015 عندما أغلقت السلطات المكب الرئيسي للنفايات قرب بيروت دون توفير بديل. اندلعت احتجاجات كبيرة مع تكدس القمامة بالشوارع، وردد المتظاهرون "طلعت ريحتكم" في إشارة للحكومة. وأصبحت شعارا واضحا لفشل نظام السلطة الطائفي في تلبية الاحتياجات الأساسية مثل الكهرباء والمياه.

الحريري والسعودية

ساءت علاقات سعد الحريري مع السعودية في نوفمبر / تشرين الثاني 2017 عندما عُرف على نطاق واسع أن الرياض أجبرته على الاستقالة واحتجزته في المملكة. ونفت السعودية والحريري هذه الرواية علنا، إلا أن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أكد أن الحريري كان محتجزا في السعودية.

انتفاضة لبنان

في ظل ركود الاقتصاد وتباطؤ تدفقات رؤوس الأموال اضطرت الحكومة في 2019 تحت الضغط للحد من العجز الهائل في الميزانية.

وقوبلت مقترحات بخفض الأجور ومشروع بشأن المعاشات بمعارضة شديدة. وتعهدت الحكومة بسن إصلاحات تأخرت طويلا، لكنها فشلت في تحقيق تقدم قد يفتح الباب أمام الدعم الأجنبي.

في 17 أكتوبر/ تشرين الأول أشعل تحرك حكومي لفرض ضريبة على مكالمات الإنترنت احتجاجات كبيرة ضد الطبقة الحاكمة. شارك فيها لبنانيون من جميع الطوائف متهمين القادة السياسيين بالفساد وسوء إدارة الاقتصاد.

واستقال الحريري في 29 أكتوبر/ تشرين الأول على غير ما كان يتمناه حزب الله. وأصبح لبنان بلا دفة مع تعمق الأزمة. أدت أزمة نقص العملة الأجنبية في البنوك لفرض قيود مشددة على السحب النقدي والتحويلات للخارج.

حكومة حسان دياب

بعد شهرين من المحادثات لتشكيل حكومة جديدة وصل التحالف الحكومي الذي يقوده الحريري لطريق مسدود، ودعم حزب الله وحلفاؤه الأستاذ الجامعي ووزير التعليم السابق حسان دياب لرئاسة الحكومة.

في السابع من مارس/ آذار 2020 أعلن دياب أن لبنان لا يستطيع سداد السندات المستحقة ،ودعا إلى مفاوضات لإعادة هيكلة الدّين.

في الأول من مايو/ أيار تقدمت بيروت بطلب رسمي للمساعدة من صندوق النقد الدولي، بعد الموافقة على خطة تحدد الخسائر الهائلة في النظام المالي. رفضت جمعية المصارف الخطة قائلة إن مقترحات هيكلة قطاع البنوك ستدمر الثقة أكثر في لبنان.

في يوليو/ تموز توقفت المحادثات مع صندوق النقد الدولي انتظارا لتوصل الجانب اللبناني إلى اتفاق بشأن حجم الخسائر المالية. ولامست الليرة اللبنانية هبوطا اقترب من 10 آلاف مقابل الدولار. وكان سعر صرف الدولار يعادل 1500 ليرة في أكتوبر/ تشرين الأول.

المساهمون
The website encountered an unexpected error. Please try again later.