مخاطر الاقتصاد العالمي

07 سبتمبر 2015
مخاوف من مهب عاصفة اقتصادية عالمية (فرنس برس)
+ الخط -
منذ أسبوعين تقريباً، تعرضت أسواق العالم لاهتزازات عنيفة. ضربت هذه التقلبات أسواق الأسهم والبورصات دون استثناء. تحدث كبار المحللين في الشركات الأجنبية، وصناديق الاستثمار، بشكل صريح عما يتعرض له الاقتصاد الصيني من اهتزازات. وبينما انشغلت أسواق العالم بما يحدث في الصين، كان الاتحاد الأوروبي يعقد جلسات متتالية لإنقاذ اقتصاد اليونان.

ارتفاع حدة المخاطر
لا شك في أن هذه المخاطر تحيط بالاقتصاد العالمي، بالإضافة إلى عناصر أخرى لا تقل أهمية، فندتها بعض المؤسسات ومراكز الأبحاث، ومنها التقرير الذي صدر أخيراً عن وحدة الاستخبارات الاقتصادية (EIU)، ضمن مجموعة الإيكونوميست، والذي تناول وجود مخاطر تحيط بالاقتصاد العالمي وتؤثر على الأسواق العربية بطبيعة الحال، ومنها انهيار سوق الأسهم الصينية، التهديد المتنامي للإرهاب، تباين السياسات المالية وقرارات الفيدرالي الأميركي بشأن أسعار الفائدة، بالإضافة إلى التوترات الجيوسياسية في العالم. أمام هذا الواقع المتلبد، كيف تسير اقتصادات المنطقة العربية؟ وكيف ستنعكس هذه الأجواء على أسواق الأسهم والبورصات في المنطقة، وخصوصاً في الدول الكبرى المنتجة للنفط كالخليج والعراق والجزائر؟
يقول الخبير الاقتصادي، خالد الوزني، إن ما يجري من أحداث اقتصادية عالمية لا تترك جميعها أثراً على أسواق المال العربية، ويشير إلى أن الأزمة الأوروبية وما يتعلق بديون اليونان تترك أثراً بالغاً على الاقتصاد العالمي في حال فشلت اليونان في تسديد ديونها الأمر الذي ينذر بتفكك الاتحاد الأوروبي، إلا أن هذه الواقعة وفي حال حصولها لا تؤثر بشكل عميق في أسواق المال العربية. أما الأزمة الصينية، فإن ارتداداتها تترك أثراً واضحاً على الاقتصاد العالمي من جهة، وتترك أثراً بالغاً في اقتصاداتنا العربية، وبالتالي فإنه من المرجح في حال تفاقم الأزمة الصينية أن تكون أسواقنا العربية مهددة هي الأخرى، نظراً لارتباط الاقتصاد العربي بالاقتصاد الصيني، بحسب الوزني.

من جهة أخرى يلفت الوزني في حديثة مع "العربي الجديد" إلى أن "الأجواء الجيو سياسية، والإرهاب لهما دور سلبيّ على الاقتصاد العربي، فالمنطقة تعيش على وقع اهتزازات أمنية منذ أكثر من ثلاث سنوات، ويمكن ملاحظة ذلك من خلال انخفاض التدفقات الاستثمارية إلى المنطقة، وانخفاض النمو الاقتصادي الكلي لمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، وبالتالي فإن الأجواء السياسية تؤثر سلباً على كافة القطاعات الاقتصادية في البلاد".
بدوره، يؤكد الخبير الاقتصادي، عبد الناصر منصور، أن " أسعار النفط المنخفضة منذ نهاية العام الماضي تركت أثراً على أسواق المال العربية، ويعتبر أن التحدي الأبرز اليوم والذي يهدد المستثمرين في أسواق المال يتعلق بسعر برميل النفط والذي من المرجح أن يستمر في الهبوط حتى نهاية العام الحالي".
المساهمون