منْ يعلّمُني كيفَ أفتحُ عُلبةَ السَّردين؟
دونَ أنْ أجرحَ أصابعَ السّمك
أوْ أوقِظَ فيها ذاكِرةَ البَحر؟
■
أُنقِّبُ بعنفٍ في الذّاكرة
مثلَ قطٍّ ينبشُ حاويةَ مطعمٍ فقير
قطٍّ يحكُّ أنفَهُ بالقمرِ
كلّما أكلَ قطعةً منْ تفّاحِ وجوهِكِم
■
العصفورانِ اللذانِ اصطدتُهُما
قبلَ خمسةَ عشرَ عامًا
رأيتهما اليومَ في المنام
كانا ينقرانِ بعنفٍ عُنُقي
فيتسرَّبُ الهواءُ خارجِي
إزْرقَّ وجهي إزْرق..
ثمَّ فجأةً نَطَقا:
كيفَ شويتَ لحْمَنا في مِدفأةِ الحَطَب
وتركتَ فراخَنا في العشِّ للرّيح؟
■
الرّصاصةُ الّتي أصابَتْ رأسي..
لَمْ تتسبَّبْ بأيِّ ضَرَرٍ
اطمئنّي
لكنّي حزينٌ..
وأنزف
لأنّها خرجتْ منْ سقفِ جُمجُمَتي
آخذةً معَها صورَكِ المخزَّنةَ في دماغي
تلكَ هي أكبرُ خساراتي
في الحرب
■
الرّئَةُ الّتي تبتلعُ الفَحْمَ الحَجريَّ
الرئةُ التي تُغنّي للمُحرِّكات
تشخرُ الآنَ
في زاويةٍ منَ التّاريخ
منسيّةً
وباردة
دونَ أنْ يصحِّحَ لها أحدٌ
وسادةَ الذّاكرة
■
داخلي تتلّوى أفعى الزَّمن
سناها في كَبدي
وذيلُها الخشخاشُ
يهزُّ نُطفةَ السَّرطانِ
في رِئتي
إذًا تذكَّروني
حينَ يكونُ لدى الخَيالِ
وقتُ فراغ
* شاعر من سورية