يحاول الأكراد استغلال هجوم تنظيم "الدولة الإسلاميّة" (داعش) على كركوك، لشن حملة لإخراج العرب من مناطقهم في المحافظة، في خطوة لاقت انتقادات كثيرة ووصفت بأنّها إجراء تغيير ديموغرافي في المحافظة المتنازع عليها.
بعد يومين فقط من هجوم "داعش" على كركوك، شكا الأهالي العرب في بعض مناطق المحافظة، من توجيه أصابع الاتهام إليهم بدعم تنظيم داعش، خلال هجومه على المحافظة.
وأشار "ائتلاف العربية" في بيان صحافي، إلى أنّه "في الوقت الذي تعرضت فيه محافظة كركوك الى أحداث أليمة وهجمة من قبل "داعش"، راح ضحيتها الأبرياء من كل المكونات؛ إلّا أنّنا تفاجأنا هذا اليوم بردة فعل سلبية من بعض قوات "الأسايش" و"البشمركة" من حزب الاتحاد الوطني والحزب الديمقراطي الكردستاني ضد بعض الأحياء والقرى العربية، مثل قره تبه".
وأوضح، أنّ "تلك القوات طالبت السكان العرب، في بعض الأحياء العربية والمختلطة وخاصة في قوتابي وواحد حزيران، بالرحيل عنها، أو سيتم إخراجهم بالقوة من مناطقهم".
وأكّد أنّ "هذا الإجراء مرفوض وغير مقبول، ونحن نعلم أنّها تصرفات فردية لا تمثّل توجهات الحزبين في المدينة"، محذّراً من أن "تدفع هذه التصرفات باتجاه الفرقة والصدام بين مكونات هذه المحافظة".
ودعا الائتلاف الجميع إلى "التكاتف والتعاون من أجل تفويت الفرصة على أعداء العراق للنيل من وحدة الشعب العراقي"، مناشداً "رئيس إقليم كردستان مسعود البارزاني بالتدخل العاجل لإنهاء هذا الأمر قبل استفحاله، لأنّ استمرار هذا الوضع سيضيع تلاحم أبناء هذه المحافظة".
كما دعا البيان محافظ كركوك لـ"يكون له موقف واضح ممّا يجري ضد العرب في هذه المحافظة، وأن يتحمل مسؤولياته الدستورية والأخلاقية تجاه أبنائها ويحافظ على توازن كافة مكوناتها".
من جهته، أكد المواطن قيس العبيدي، وهو أحد أهالي منطقة واحد حزيران في كركوك، أنّ "أصابع الاتهام بدعم داعش موجهة من قبل المسؤولين نحو العرب من أبناء كركوك".
وقال العبيدي، خلال حديثه مع "العربي الجديد"، إنّ "كافة أهالي كركوك بكل مكوناتهم وقفوا بوجه هجوم داعش، وقدّموا ما بوسعهم لرده، لكنّنا كعرب تفاجأنا بعد الهجوم، بتهم توجه لنا بأنّنا حاضنة داعش وأنّنا نحن والنازحين ندعم ونساعد التنظيم".
وأشار إلى أنّ "عناصر من الأسايش طالبونا بالخروج من مناطقنا بأسرع وقت ممكن، الأمر الذي يشي بمحاولة لإحداث تغيير ديموغرافي في المحافظة".
وكان قائد الوحدة 70 في قوات البشمركة، الشيخ جعفر الشيخ مصطفى، قد اعتبر أنّ ما حدث في كركوك، مؤامرة كبيرة للسيطرة على المحافظة، مؤكداً أنّ مصدر الخطر في كركوك هم "عرب التعريب" والنازحون.