"شعرت بأنني محاصر كسوري في هذه البلاد، وفكرت في المكان الذي سوف نتجه إليه في حال طردنا من هنا، وبإمكانية عودة علاقات تركيا مع نظام الأسد في ظل حكم الانقلابيين لها".
هذا الذي قاله عدنان الحسين عندما سؤالناه عن شعوره، خلال الساعة الأولى من معرفته محاولة الانقلاب في تركيا، خلال الأيام الماضية. مخاوف عدنان هي ذات المخاوف لثلاثة ملايين من اللاجئين السوريين على الأراضي التركية.
يقول الناشط الإعلامي، عدنان، المقيم في قونية: عرفت الخبر عن طريق شقيقي الأكبر المقيم في هولندا.. لم نكن وحدنا الخائفين من هذا الحدث الضخم، جيراني الأتراك كذلك كانوا في حالة هلع وصدمة جراء الأخبار الواردة، لذلك اندفعوا إلى الشارع بعد خطاب الرئيس التركي مباشرة.
من جانب آخر، شن مئات الأتراك ليلاً هجمات على محال تجارية للسوريين في مدينة قونية وفي العاصمة أنقرة، حيث نتج عن ذلك تكسير وحرق عدد من هذه المحال، إلا أن هذه الهجمات بقيت في نطاق ضيق.
ويتابع: بسبب علاقتي الجيدة بمحيطي من الأتراك أستطيع القول: "إن الشعب التركي لم يكن يهمه سوى إيقاف الانقلاب، أما السوريون وقضية وجودهم في تركيا فلم تثر، وفي اليوم الثاني من المظاهرات بدأوا يرحبون بالسوريين المتضامنين معهم، مع أنني أفضل أن يبقى السوريون بعيدين عن القضايا الداخلية التركية.. نحن مجرد ضيوف هنا.
على الطرف الآخر من الحدود السورية التركية، يبدو أن المدنيين في مناطق الشمال السوري الواقعة تحت سيطرة المعارضة السورية، قد عايشوا ليلة عصيبة جراء محاولة الانقلاب العسكرية الفاشلة، وزاد من مخاوف المدنيين والنشطاء في المعارضة في هذه المناطق أنها تتعرض لقصف جوي عنيف ومتواصل خاصة على مدينة حلب، والتي أصبحت، خلال الفترة الأخيرة، مهددة بالحصار من قوات النظام مع معارك الكر والفر بينهما وبين المعارضة حول طريق الكاستيلو الذي يربطها مع الحدود التركيا.
أحمد بريمو ناشط ميداني وصحافي، يقيم حالياً في مدينة حلب أجاب عند سؤاله عن شعوره بعد علمه بوقوع الانقلاب قائلا: الخوف بالطبع.. تركيا في الفترة الحالية تشكل الرئة التي يتنفس منها المدنيون في المناطق المحررة في الشمال السوري، وهم يخشون بالفعل وأنا كذلك، من وصول طرف تركي للحكم يساعد نظام الأسد في خنق المعارضة فيها.
وعلى الرغم من ذلك يرى أحمد أن من واجب السوريين عدم التدخل بقضية الانقلاب وغيرها من المسائل الداخلية التركية، ولكن هذا لا يمنع من تعبير السوريين عن رأيهم الخاص في ما يجري خصوصاً على وسائل التواصل الاجتماعي بما لا يضر باحترام خصوصية الشأن التركية.
لا يتخوف أحمد من إمكانية حدوث انقلاب عسكري آخر في تركيا: لن يحدث أكثر مما حدث منذ يومين، ما يثير الخوف هو الحملة المضادة للانقلاب وعواقبها على الديمقراطية التركية، نحن كلاجئين سوريين نعيش على هامش التوازن بين المعارضة والحكومة فيها.
أما في مدينة غازي عنتاب التركية، والتي يقطنها عدد كبير من اللاجئين السوريين فالأمور تبدو أكثر تفاؤل، مع عدم انتشار لأي قطعات عسكرية أثناء الساعات الأولى للانقلاب الفاشل ونزول المدنيين الأتراك للمظاهرات المناهضة له باكراً.
ويقول مراد وهو ناشط سوري يعيش فيها: الأجواء كانت إيجابية تجاه اللاجئين السوريين من قبل الأتراك في المدينة، ولم يسجل حسب معلوماتي أي استهداف للسوريين فيها.
مراد يتحدث اللغة التركية بشكل جيد، وقد شارك الأتراك مظاهراتهم المناهضة للانقلاب منذ يومين، ويؤكد أن الأتراك الذين تحدث إليهم والتقى بهم لا يحملون إلا كل الإيجابية للسوريين، على الرغم من توجهات بعض الأحزاب السياسية التركية التي يشكل ملف اللاجئين السوريين إشكالية مع الحكومة التركية.
وبهذا الشأن أبدى عدد من السوريين الذين تحدثنا إليهم، خشيتهم على مستقبلهم وعلى حياتهم في تركيا، في ظل عدم منح السوريين الجنسية فيها على الرغم من منحها للسوريين من دول أخرى أوروبية، وهم وعلى الرغم من احترامهم البالغ لوقوف الشعب التركي مع الحكومة المدنية ضد الانقلاب، والتي يروون أنها أثارت أشجانهم لعدم بلوغ الثورة السورية لأهدافها لهذه اللحظة، إلا أنهم يخشون بالفعل من أي صراع تركي- تركي محتمل سوف يكونون أحد ضحاياه، إذ لا يغيب عنهم ما حدث للسوريين في مصر عقب انقلاب الجيش المصري على الحكومة المنتخبة.
وتبدو المعادلات السياسية الهشة، التي تقوم عليها دول جوار سورية، والمرتبطة بالثورة السورية وأسبابها ونتائجها إلى حد بعيد، عبئاً آخر يضاف لأعباء السوريين اللاجئين فيها، حيث ستلقي بظلالها على حياتهم في المستقبل القريب أو البعيد.
هذا الذي قاله عدنان الحسين عندما سؤالناه عن شعوره، خلال الساعة الأولى من معرفته محاولة الانقلاب في تركيا، خلال الأيام الماضية. مخاوف عدنان هي ذات المخاوف لثلاثة ملايين من اللاجئين السوريين على الأراضي التركية.
يقول الناشط الإعلامي، عدنان، المقيم في قونية: عرفت الخبر عن طريق شقيقي الأكبر المقيم في هولندا.. لم نكن وحدنا الخائفين من هذا الحدث الضخم، جيراني الأتراك كذلك كانوا في حالة هلع وصدمة جراء الأخبار الواردة، لذلك اندفعوا إلى الشارع بعد خطاب الرئيس التركي مباشرة.
من جانب آخر، شن مئات الأتراك ليلاً هجمات على محال تجارية للسوريين في مدينة قونية وفي العاصمة أنقرة، حيث نتج عن ذلك تكسير وحرق عدد من هذه المحال، إلا أن هذه الهجمات بقيت في نطاق ضيق.
ويتابع: بسبب علاقتي الجيدة بمحيطي من الأتراك أستطيع القول: "إن الشعب التركي لم يكن يهمه سوى إيقاف الانقلاب، أما السوريون وقضية وجودهم في تركيا فلم تثر، وفي اليوم الثاني من المظاهرات بدأوا يرحبون بالسوريين المتضامنين معهم، مع أنني أفضل أن يبقى السوريون بعيدين عن القضايا الداخلية التركية.. نحن مجرد ضيوف هنا.
على الطرف الآخر من الحدود السورية التركية، يبدو أن المدنيين في مناطق الشمال السوري الواقعة تحت سيطرة المعارضة السورية، قد عايشوا ليلة عصيبة جراء محاولة الانقلاب العسكرية الفاشلة، وزاد من مخاوف المدنيين والنشطاء في المعارضة في هذه المناطق أنها تتعرض لقصف جوي عنيف ومتواصل خاصة على مدينة حلب، والتي أصبحت، خلال الفترة الأخيرة، مهددة بالحصار من قوات النظام مع معارك الكر والفر بينهما وبين المعارضة حول طريق الكاستيلو الذي يربطها مع الحدود التركيا.
أحمد بريمو ناشط ميداني وصحافي، يقيم حالياً في مدينة حلب أجاب عند سؤاله عن شعوره بعد علمه بوقوع الانقلاب قائلا: الخوف بالطبع.. تركيا في الفترة الحالية تشكل الرئة التي يتنفس منها المدنيون في المناطق المحررة في الشمال السوري، وهم يخشون بالفعل وأنا كذلك، من وصول طرف تركي للحكم يساعد نظام الأسد في خنق المعارضة فيها.
وعلى الرغم من ذلك يرى أحمد أن من واجب السوريين عدم التدخل بقضية الانقلاب وغيرها من المسائل الداخلية التركية، ولكن هذا لا يمنع من تعبير السوريين عن رأيهم الخاص في ما يجري خصوصاً على وسائل التواصل الاجتماعي بما لا يضر باحترام خصوصية الشأن التركية.
لا يتخوف أحمد من إمكانية حدوث انقلاب عسكري آخر في تركيا: لن يحدث أكثر مما حدث منذ يومين، ما يثير الخوف هو الحملة المضادة للانقلاب وعواقبها على الديمقراطية التركية، نحن كلاجئين سوريين نعيش على هامش التوازن بين المعارضة والحكومة فيها.
أما في مدينة غازي عنتاب التركية، والتي يقطنها عدد كبير من اللاجئين السوريين فالأمور تبدو أكثر تفاؤل، مع عدم انتشار لأي قطعات عسكرية أثناء الساعات الأولى للانقلاب الفاشل ونزول المدنيين الأتراك للمظاهرات المناهضة له باكراً.
ويقول مراد وهو ناشط سوري يعيش فيها: الأجواء كانت إيجابية تجاه اللاجئين السوريين من قبل الأتراك في المدينة، ولم يسجل حسب معلوماتي أي استهداف للسوريين فيها.
مراد يتحدث اللغة التركية بشكل جيد، وقد شارك الأتراك مظاهراتهم المناهضة للانقلاب منذ يومين، ويؤكد أن الأتراك الذين تحدث إليهم والتقى بهم لا يحملون إلا كل الإيجابية للسوريين، على الرغم من توجهات بعض الأحزاب السياسية التركية التي يشكل ملف اللاجئين السوريين إشكالية مع الحكومة التركية.
وبهذا الشأن أبدى عدد من السوريين الذين تحدثنا إليهم، خشيتهم على مستقبلهم وعلى حياتهم في تركيا، في ظل عدم منح السوريين الجنسية فيها على الرغم من منحها للسوريين من دول أخرى أوروبية، وهم وعلى الرغم من احترامهم البالغ لوقوف الشعب التركي مع الحكومة المدنية ضد الانقلاب، والتي يروون أنها أثارت أشجانهم لعدم بلوغ الثورة السورية لأهدافها لهذه اللحظة، إلا أنهم يخشون بالفعل من أي صراع تركي- تركي محتمل سوف يكونون أحد ضحاياه، إذ لا يغيب عنهم ما حدث للسوريين في مصر عقب انقلاب الجيش المصري على الحكومة المنتخبة.
وتبدو المعادلات السياسية الهشة، التي تقوم عليها دول جوار سورية، والمرتبطة بالثورة السورية وأسبابها ونتائجها إلى حد بعيد، عبئاً آخر يضاف لأعباء السوريين اللاجئين فيها، حيث ستلقي بظلالها على حياتهم في المستقبل القريب أو البعيد.