تقوم مدرسة الصناعة الثانوية في معرة مصرين، الواقعة بريف إدلب شمال سورية، بتمويل ذاتها عبر إنتاج المقاعد الدراسية والحاويات وبيعها.
وأفاد أحمد دلول، رئيس قسم النجارة في المدرسة، أمس الخميس، أن قسم الحدادة يقوم بتجهيز الهياكل المعدنية لمنتجات المدرسة، في حين يتولى قسمه مهمة تلبيس تلك الهياكل بالخشب، ليصبح جاهزاً للاستخدام، مضيفاً أن الحرفيين في المنطقة يأتون للمدرسة ويدربون الطلاب على كيفية صنع المنتجات.
من جانبه، أوضح مدير المدرسة عمر برادعي، أن المدرسة تقوم بتأمين المقاعد للمدارس المتبقية في ريف إدلب الشمالي، والتي نجت من القصف، مضيفاً أن ما زاد الحاجة للمقاعد، هو استخدام النازحين الذين لجأوا إلى المدارس لمقاعدها حطباً للتدفئة، مشيراً إلى أنهم ينوون توسيع المشروع، وفتح معاهد صناعية متخصصة، وحتى كليات هندسة ينتقل إليها طلاب المدارس.
وقد فتحت المدرسة أبوابها في بداية العام الدراسي الجاري، بمبادرة من "مديرية التربية الحرة"، بمحافظة إدلب، التابعة للحكومة السورية المؤقتة، لتكون أول مدرسة صناعية تعود لها الحياة من أصل سبع مدارس، كانت موجودة بالريف الشمالي لإدلب قبل بداية الأزمة السورية، أما بقية المدارس، فمنها ما دمرها قصف النظام، ومنها ما استوطنها النازحون الفارون من القصف.
ويبلغ عدد الطلاب في المدرسة قرابة 200 طالب، يشرف عليهم كادر من المدرسين المفصولين من مدارس النظام السوري، يساعدهم عدد من الحرفيين، فيما يتلقی الطلاب إلی جانب الدروس العملية، دروساً نظرية حتى يصبح تعليمهم متكاملاً.
وتعرّضت العديد من المدارس بسورية للقصف، منذ بدء العمليات العسكرية للنظام على مناطق سيطرة المعارضة، ما أدى إلى مقتل مئات الطلاب وهم على مقاعد الدراسة، وحرمان الآلاف من متابعة دراستهم، إلى جانب الدمار والخسائر التي سببتها في تلك المدارس.