يترقب أكثر من 75 ألف مدني محاصرين في حي الوعر، آخر معاقل المعارضة في مدينة حمص، لقاء يجمع لجنة من الحي مع ضباط روس مطلع الأسبوع المقبل، لبحث سبل وقف استهداف المناطق السكنية في الحي بالقصف الذي يتواصل منذ نحو الشهر.
وتسبب القصف في سقوط عشرات القتلى والجرحى، إضافة إلى إلحاق الدمار بمنازل المدنيين والبنية التحتية، وقال مدير "مركز حمص الإعلامي"، أسامة أبوزيد، لـ"العربي الجديد"، إنه "نتيجة الاتصالات مع أطراف من النظام لتهدئة الأوضاع في محافظة حمص، تم التوصل إلى اتفاق على عقد لقاء بين لجنة حي الوعر والجانب الروسي، إلا أن اللقاء لم يتم نتيجة التصعيد العسكري الذي قام به النظام، والذي أدى لإصابة واستشهاد عشرات الأشخاص في حي الوعر".
وأضاف أبو زيد "تم أمس الخميس، التوصل إلى اتفاق جديد يفضي إلى عقد لقاء مطلع الأسبوع المقبل بين لجنة حي الوعر والجانب الروسي لبحث آليات التهدئة الممكنة في حمص".
وحذر ناشطون الأهالي من الوثوق بالتطمينات التي يتم تداولها، إلى حين ظهور نتائج اللقاء، خوفا من عدم توقف القصف والقنص الذي يستهدف الحي من قبل قوات النظام والمليشيات الموالية لها.
ويتعرض حي الوعر منذ عدة أسابيع لقصف يومي بمختلف أنواع الأسلحة إضافة إلى تكرار القنص، في حين يمنع النظام دخول المواد الغذائية والطبية إليه منذ أربعة أشهر، ما تسبب بتفاقم الأوضاع الإنسانية للسكان المحاصرين.
ونهبت إحدى المليشيات الموالية للنظام مؤخرا، قافلة مساعدات إنسانية كانت تعتزم الأمم المتحدة إدخالها إلى الحي، في وقت تعيش غالبية العائلات على وجبة واحدة عمادها القليل من البرغل أو الرز.
وتفيد مصادر معارضة أن "النظام يتابع سياسة قضم مناطق المعارضة المحاصرة منذ سنوات، عبر التجويع والقصف في ظل الصمت الدولي وغياب الدعم، في حين يتلقى النظام دعما كبيرا من حلفائه إيران وروسيا والعديد من المليشيات".
وقالت المصادر إن "النظام، وعقب سلسلة من الهدن التي كان يخرقها جزئيا أو كليا، يبدو أنه يريد فرض تسوية على حي الوعر شبيهة بتسويات مناطق ريف دمشق، التي تعيد سطوته على السكان وتهجر من يرفضها".