على تخوم الصحراء على بعد 30 كيلومترًا إلى الشرق من محافظة حماة (وسط)، تقف مدينة سلمية في طابور الجوع والقهر والغلاء، مع مثيلاتها من المدن السورية التي كانت الطبقة الوسطى تشكل غالبية سكانها.
وبعد سنوات من مواجهة التشبيح ومحاولات اللعب على الوتر الطائفي من قبل النظام السوري، لإخماد الحراك الثوري في تلك المدينة، تزداد الأوضاع المعيشية سوءًا للسكان، حتى تكاد الأسواق التي كانت مكتظة بالمشترين في السابق تخلو من المارة وسط اتساع حالة الكساد بالمتاجر.
وتشهد عموم المدن السورية موجة غلاء فاحش بسبب تواصل الحرب وتدهور العملة المحلية وتفاقم الأزمة المالية للبلاد.
اقــرأ أيضاً
غلاء فاحش
حاول سكان سلمية مثل غيرهم من السوريين، التحايل على الواقع المرير وسوء الوضع الخدمي، إلا أنّ ارتفاع الأسعار الجنوني وانقطاع الكهرباء لنحو 16 ساعة في اليوم، ووصول سعر ليتر المازوت إلى 400 ليرة سورية في السوق السوداء، حول حياتهم إلى كابوس معيشي.
وتقول ديمة، وهي معلمة وأم لـ 3 أطفال: "استغنينا لسنوات عن لحم الغنم، حتى نسينا طعمه، وكنا نستبدله بلحم الدجاج الذي كان سعر الكيلو غرام منه أقل من 1000 ليرة منذ 7 سنوات، أما اليوم فصار سعر كيلو لحم الغنم 12 ألف ليرة وكيلو الدجاج 1300 ليرة".
وأوضحت ديمة أنّ وجبة تكفي عائلتها ليومين من "المحموسة"، وهي طبق معدّ من تشكيلة خضار يُشتهر بأنه "طبق الفقراء" في المدينة، صارت تكلّف حوالي 4000 ليرة.
وأضافت: "أحتاج 3 كيلوغرامات من البطاطا بـ900 ليرة، و2 كيلوغرام من البندورة بـ 1200 ليرة، و2 كيلوغرام من الباذنجان بـ 1000 ليرة، بالإضافة إلى بصل وفلفل، أي أن مرتبي الشهري الذي يبلغ 70 ألف ليرة، يكاد يكفيني فقط لأطعم عائلتي (المحموسة) إن أضفنا سعر الخبز والزيت والغاز".
ولأنّ الحاجة لا تخضع للمنطق، أكّد أبو محمد، وهو بقّال وتاجر خضروات، أنّ بعض زبائنه قاوموا التخلي عن التدخين على الرغم من سوء أحوالهم المالية، معتبرين السجائر "نوعًا من التنفيس المشروع للحفاظ على سلامة عقولهم".
وأشار إلى أنّ الطلب لم يعد قليلًا فقط على بعض المنتجات الغذائية، مثل الموز الذي يبلغ سعر الكيلوغرام منه 700 ليرة، ولبن الغنم الذي يبلغ سعر الكيلوغرام منه 800 ليرة، بل أكد أنّ من غير المستغرب "شراء الزبون الفواكه بالحبة".
تردي الخدمات
ولم تشفع الضغوط المتزايدة للسكان، من اضطراد تردي الخدمات التي يفترض أن تقدمها الحكومة، إذ تواصلت الانقطاعات المتكررة للكهرباء، إذ تفصلها المحطات عند زيادة الاستهلاك عن حد معين، مما يتسبب بضرر للأجهزة الكهربائية المنزلية، وهو ما أدى بدوره إلى عطل في جهاز التصوير الشعاعي في المستشفى الوطني.
وقالت أم حبيب، وهي مصففة شعر وأم لثلاثة أطفال: "يصل دور مياه الشرب لكل حارة كل 5 أيام، إلا أنّ العمال التابعين للمتعهد الذي يُفترض أنه تحت إشراف البلدية، يعملون من دون رقيب لإصلاح الصرف الصحي، وفتحوه مرتين على خطوط مياه الشرب في الحارة القبلية مما أدى لتلوثها".
وفي ظلّ غياب وسائل العيش التي يفترض أن تتوفر بشكل سهل وبديهي، اضطرّ السكان لابتكار طرق، للتكيف مع وضعهم الراهن.
وحسب تقارير دولية وخبراء اقتصاد، زادت نسبة الفقر في البلاد ليصبح نحو ثلثي السوريين تحت خط الفقر.
وبعد سنوات من مواجهة التشبيح ومحاولات اللعب على الوتر الطائفي من قبل النظام السوري، لإخماد الحراك الثوري في تلك المدينة، تزداد الأوضاع المعيشية سوءًا للسكان، حتى تكاد الأسواق التي كانت مكتظة بالمشترين في السابق تخلو من المارة وسط اتساع حالة الكساد بالمتاجر.
وتشهد عموم المدن السورية موجة غلاء فاحش بسبب تواصل الحرب وتدهور العملة المحلية وتفاقم الأزمة المالية للبلاد.
وهوت الليرة، التي كانت قيمتها 47 مقابل الدولار قبيل اندلاع الحرب في سورية قبل نحو 9 سنوات، إلى أكثر من 1000 ليرة للدولار في السوق السوداء.
وأدى هبوط الليرة إلى ارتفاع التضخم وتدهور المعيشة، بينما يواجه السوريون صعوبات في تحمل تكلفة حاجات أساسية مثل الغذاء والطاقة.حاول سكان سلمية مثل غيرهم من السوريين، التحايل على الواقع المرير وسوء الوضع الخدمي، إلا أنّ ارتفاع الأسعار الجنوني وانقطاع الكهرباء لنحو 16 ساعة في اليوم، ووصول سعر ليتر المازوت إلى 400 ليرة سورية في السوق السوداء، حول حياتهم إلى كابوس معيشي.
وتقول ديمة، وهي معلمة وأم لـ 3 أطفال: "استغنينا لسنوات عن لحم الغنم، حتى نسينا طعمه، وكنا نستبدله بلحم الدجاج الذي كان سعر الكيلو غرام منه أقل من 1000 ليرة منذ 7 سنوات، أما اليوم فصار سعر كيلو لحم الغنم 12 ألف ليرة وكيلو الدجاج 1300 ليرة".
وأوضحت ديمة أنّ وجبة تكفي عائلتها ليومين من "المحموسة"، وهي طبق معدّ من تشكيلة خضار يُشتهر بأنه "طبق الفقراء" في المدينة، صارت تكلّف حوالي 4000 ليرة.
وأضافت: "أحتاج 3 كيلوغرامات من البطاطا بـ900 ليرة، و2 كيلوغرام من البندورة بـ 1200 ليرة، و2 كيلوغرام من الباذنجان بـ 1000 ليرة، بالإضافة إلى بصل وفلفل، أي أن مرتبي الشهري الذي يبلغ 70 ألف ليرة، يكاد يكفيني فقط لأطعم عائلتي (المحموسة) إن أضفنا سعر الخبز والزيت والغاز".
ولأنّ الحاجة لا تخضع للمنطق، أكّد أبو محمد، وهو بقّال وتاجر خضروات، أنّ بعض زبائنه قاوموا التخلي عن التدخين على الرغم من سوء أحوالهم المالية، معتبرين السجائر "نوعًا من التنفيس المشروع للحفاظ على سلامة عقولهم".
وأشار إلى أنّ الطلب لم يعد قليلًا فقط على بعض المنتجات الغذائية، مثل الموز الذي يبلغ سعر الكيلوغرام منه 700 ليرة، ولبن الغنم الذي يبلغ سعر الكيلوغرام منه 800 ليرة، بل أكد أنّ من غير المستغرب "شراء الزبون الفواكه بالحبة".
تردي الخدمات
ولم تشفع الضغوط المتزايدة للسكان، من اضطراد تردي الخدمات التي يفترض أن تقدمها الحكومة، إذ تواصلت الانقطاعات المتكررة للكهرباء، إذ تفصلها المحطات عند زيادة الاستهلاك عن حد معين، مما يتسبب بضرر للأجهزة الكهربائية المنزلية، وهو ما أدى بدوره إلى عطل في جهاز التصوير الشعاعي في المستشفى الوطني.
وقالت أم حبيب، وهي مصففة شعر وأم لثلاثة أطفال: "يصل دور مياه الشرب لكل حارة كل 5 أيام، إلا أنّ العمال التابعين للمتعهد الذي يُفترض أنه تحت إشراف البلدية، يعملون من دون رقيب لإصلاح الصرف الصحي، وفتحوه مرتين على خطوط مياه الشرب في الحارة القبلية مما أدى لتلوثها".
وفي ظلّ غياب وسائل العيش التي يفترض أن تتوفر بشكل سهل وبديهي، اضطرّ السكان لابتكار طرق، للتكيف مع وضعهم الراهن.
وقال حسام، وهو مهندس مدني وأب لولدين: "كنا نستخدم الحطب للتدفئة في ظل عدم توفر المازوت وغلاء سعره، ولكنه أصبح بتكلفة المازوت تقريبًا وغير متوفر أيضًا".
وأضاف: "لم يتبقّ شيء إلا وأحرقناه، أحذية قديمة، بقايا أثاث، عجلات سيارات، قوارير بلاستيكية، ليس لدينا سوى خيارين، تحمّل الرائحة والمواد المنبعثة السامّة، أو الموت من البرد". وحسب تقارير دولية وخبراء اقتصاد، زادت نسبة الفقر في البلاد ليصبح نحو ثلثي السوريين تحت خط الفقر.