مع كلّ نسخة للمعرض المغاربي للكتاب تُفتح أفواه محلية بتنديد يطرح حوله أكثر من سؤال. "تنديدٌ" يثير في نفسي أكثر من سخرية، أطردها بالقول إنه لا يعنيني ولست هنا مترافعًا عن الجهة المنظمة ولا لجنة التنظيم. لكن، الضرورة تحتم تقديمَ ملاحظات من موقع الصحافي المختص في الشأن الثقافي في جريدة دولية:
لا يغفل عاقلٌ قيمة هذا الملتقى الدولي الذي تعرفه المدينة الراكدة كل سنة، والفرصة التي يتيحها للمهتمين من ساكنتها، بما هو يجيء بفعاليات ثقافية من العيار الثقيل إلى عتبات بيوتهم. نقاشات زاخمة، أمسيات شعرية، ندوات ومعارض أستغرب من المنتقد أنه لم يفتقدها في مدينتنا من قبل، أو ربما هي لا تهمه وذلك شأن "ثقافة" يطمح المعرض إلى محاربتها مؤسسًا لثقافة أخرى عالمة، منفتحة وذات جودة.
وليكن السؤال كالآتي: أنّى لنا أن نلتقي بقامة كاللغوي أحمد بيضون من دون هذه الفرصة؟ أنّى لنا أن نجالس الروائية المصرية الكبيرة سلوى بكر أو الناشرة اللبنانية رشا الأمير أو الشاعر اليوناني ديميتريس أنغيليس في غير المعرض المغاربي للكتاب؟ أنّى لي ككاتب شاب من وجدة أن أبني علاقة مع كتّاب شباب كذلك من باقي أصقاع العالم إذا لم أكن محظوظًا بالتواجد داخل هذا الموعد الثقافي الكبير؟
وغير هذه الأسماء كثر، ولمدة ثلاث سنوات الآن، كل دورة من المعرض تضيف شيئًا رائعًا في واقع مدينتنا النائمة وتمنح شبابها متنفسًا على العالم.