رفعت السلطات الصحية في تونس، درجات الحذر داخل مراكز الحجر الإلزامي للعائدين من الخارج عبر رحلات الإجلاء، بسبب تسجيل إصابات بفيروس كورونا في صفوف هؤلاء القادمين من وجهات متعدّدة.
وتخشى مصالح وزارة الصحة أن تتحوّل مراكز الحجر الإلزامي، إلى بؤر لنقل العدوى في صفوف المقيمين أو العاملين فيها، بسبب عدم امتثال العائدين بشكل تام لمقتضيات الحجر ومخالطة آخرين في الفضاءات الخارجية، دون اتخاذ تدابير الوقاية اللازمة.
وتسجّل وزارة الصحة، منذ أيام، حالات جديدة في صفوف تونسيين عائدين من الخارج، بعد إجراء الفحوص اللازمة لهم، أثناء فترة الإقامة، مقابل صفر حالات من المصابين بالفيروس في صفوف التونسيين داخل البلاد.
وتسبّب عدم اتخاذ تدابير الوقاية اللازمة والتراخي في الامتثال لمقتضيات الحجر، بتمديد السلطات الصحية فترة الحجر إلى أكثر من 14 يوماً، خوفاً من نقل للعدوى، بعد ثبوت اختلاط العائدين بمقيمين، كشفت الفحوص حملهم لفيروس كورونا.
وقال رئيس اللجنة الوطنية للحجر الصحي، محمد الرابحي، في تصريح لـ"العربي الجديد"، اليوم الثلاثاء، إنّ جميع العائدين من الخارج، يخضعون للفحوص، في الفترة الممتدة بين اليوم السابع والعاشر من إقامتهم، وهي فترة احتضان الجسم للفيروس في حال الإصابة. وأشار إلى أنّه لن يسمح للمقيمين بمغادرة مراكز الحجر الإلزامي، إلاّ بعد التأكد من سلامتهم.
وشدّد الرابحي، على ضرورة التقيّد بتدابير الوقاية والالتزام بعدم مخالطة الآخرين في فترة الحجر، لمساندة السلطات الصحية في محاصرة الفيروس.
ولم ينكر الرابحي وجود تجاوزات في بعض المراكز، حيث كسر مقيمون قيود الحجر، ما تسبّب بمخالطة أشخاص ثبتت إصابتهم بالفيروس، لافتاً إلى أنّ وزارة الصحة اتخذت قراراً بتمديد حجر المخالطين للمصاب، إلى حين التأكّد من سلامتهم.
اقــرأ أيضاً
ولا يزال نحو 5 آلاف تونسي، يقضون الحجر الإلزامي، في نزل ومراكز إقامة وضعتها الدولة في خدمتهم، مع التكفل بخدمات الإعاشة والغذاء.
من جهته، قال رئيس قسم الطوارئ الطبي، سمير عبد المؤمن، إنّه تم تسجيل تجاوزات في مراكز الحجر الإلزامي بالفنادق، على غرار إقامة "حفلات " حول حمّامات السباحة، ولعب الورق. وشدد على أنّ "الحجر يعني الانعزال التام داخل الغرف، وأنّ المقيمين ليسوا في فترة إجازة أو استجمام".
وأضاف عبد المؤمن، في تصريح لـ"العربي الجديد"، أنّ وزارة الصحة قرّرت تمديد الحجر، أسبوعاً إضافياً، لمقيمين في مركز حجر بمحافظة المهدية، خالطوا مقيماً ثبتت إصابته بفيروس كورونا.
وأفاد في سياق متصل، بأنّ السلطات الصحية تستعد لإعلان إقليم تونس الكبرى (أكبر بؤرة للفيروس)، محافظة خالية من الوباء بعد تراجع عدد الإصابات وشفاء معظم المرضى.