مربعات وقنابل
لم تبق إلا بضعة مربعات في درعا والقنيطرة، وسيؤول بها الحال كما سابقاتها إلى نفس السناريوهات أو ربما مع تغيير طفيف لضمان حدٍّ ولو أدنى من المتابعة، فهناك كثير من "الأرزاق" يعتمد بقاؤها على استمرار "الجهود الدولية"، وكما في المثل الذي يروق لكثيرين: "قطع الأعناق ولا قطع الأرزاق!".
قاربت القضية السورية على الانتهاء. انتصر من انتصر، وخاب من خاب. وستلحقها القضية اليمنية، والقضية الفلسطينية، والبحرينية، والسعودية وربما التركية. وسيبدأ فصل عالمي جديد أمام شعوب هذه المنطقة تتجرع ذلاً وهواناً وتبعيةً، ولكن هذه المرَّة بلا أية قضايا تؤرقهم وتزعجهم. بل سيتمتعون بكامل حقوق العبيد التي ستضمنها الشرائع والاتفاقيات الدولية.
يوماً ما قبل سبعة عقود، وبالتحديد في التاسع من مارس/ آذار من عام 1945 وقعت أكبر مجزرة في تاريخ الضربات الجوية بقتل ما يقارب مائة ألف مدني وتشريد أكثر من ألف ألف منهم في مدينة طوكيو. وفي السادس من أغسطس/ آب من نفس العام كان القرار بمسح مدينة يابانية بمن فيها. في التاسع من نفس الشهر كان الموعد مع مدينة يابانية أخرى. قُتل أكثر من مائة وثلاثين ألف مدني في هيروشيما وناغازاكي ذلك الشهر. وانتهت الحرب.
أتساءل.. أليس من الأسهل على شعوبنا وعلى جيوش أعدائها أن تُستخدم تلك القنابل النووية كما فعلوا في اليابان؟! فقد أصابنا الملل والغثيان مع كل هذه الحلقات التي لا تنتهي!! أم أن التمييز العنصري هو شأنهم؟! حتى في الحرب!!!