عبّر المرشحون للانتخابات التمهيدية التي ينظمها اليسار الفرنسي لاختيار مرشحه للاقتراع الرئاسي الذي سيُجرى في نيسان/أبريل، أمس الخميس، عن تأييدهم بدرجات متفاوتة لـ "جرعة" من الحمائية في أوروبا.
وقال رئيس الوزراء الفرنسي السابق، مانويل فالس، خلال مناظرة تلفزيونية أخيرة بين المرشحين، وبينهم أربعة اشتراكيين، قبل الجولة الأولى من الانتخابات الأحد "نعم، يجب أن نحمي أنفسنا بشكل أكبر".
وأضاف المسؤول الاشتراكي وهو أحد المرشحين الأوفر حظاً، أنه "يجب فرض ضرائب قاسية على الواردات التي تخالف معاييرنا البيئية والاجتماعية"، معتبراً أن "المشروع الأوروبي مهدد بالتفكك" خصوصاً "لأن الشعوب لا تستفيد منه".
وفي مواجهة الرغبة في الحمائية التي عبّر عنها الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب، قال وزير التربية الفرنسي السابق بونوا هامون "وحدها أوروبا اليوم لم تحدد ما الذي تريد حمايته".
واقترح هامون البالغ من العمر 39 عاماً "وضع حواجز على حدود الاتحاد الأوروبي تحدد شروط الدخول إلى السوق الأوروبية".
أما وزير الاقتصاد السابق ارنو مونتيبور الذي اشتهر بدفاعه عن النزعة الحمائية وتشير استطلاعات الرأي إلى تعادله مع هامون للوصول إلى الدورة الثانية من الانتخابات التمهيدية، فقد دافع عن فكرة دعم الشركات الفرنسية الصغيرة ومتوسطة الحجم.
وقال مونتيبور "نحن بحاجة لإعادة بناء صناعتنا التي التهمتها الأزمة على مدى سنوات عشر مضت". غير أن الوزير الاشتراكي السابق فنسان بييون قال "احذروا الحمائية"، متسائلاً "هؤلاء الذين يقولون سننغلق على ذاتنا ماذا سيفعلون من أجل كسب أسواق في الخارج؟".
وردّاً على سؤال عن تصريحات ترامب الذي وصف خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي بـ "الأمر العظيم" وسياسة المستشارة الألمانية انغيلا ميركل حول الهجرة بأنها "خطأ كارثي"، اعتبر المرشحون الثلاثة الرئيسيون، أن على الاتحاد الأوروبي مواجهة ذلك من خلال رص صفوفه.
وقال فالس "آخذ تصريحات دونالد ترامب بكثير من الجدية. إنها حقاً إعلان حرب سياسية"، معتبراً أن مشروع الرئيس الأميركي المنتخب هو "كسر أوروبا".
وأضاف أن تلك التصريحات هي إنذار "لأوروبا من أجل أن تكون قوية وموحدة". أما مونتيبور فقال "حان الوقت لتنظم أوروبا صفوفها وربما لتخرج من المظلة الأميركية لمعاهدة الحلف الأطلسي".
بدوره رأى هامون أن هناك "فرصة لأوروبا من أجل أن تعيد رص صفوفها وتعزيز مشروعها للدفاع المشترك".
في المقابل عبر المرشحون عن مواقف متضاربة بشأن احترام القواعد الأوروبية في مجال الميزانية. ووحدهما فالس وبيون رأيا أنه من المهم احترام مبدأ العجز المحدد بثلاثة بالمئة من إجمالي الناتج الداخلي.
وقال رئيس الوزراء السابق "لا أريد يساراً يقدم اقتراحات تفقده رصيده". وسيتواجه مرشح اليسار في الانتخابات الرئاسية مع مرشح اليمين فرنسوا فيون ومرشحة اليمين المتطرف مارين لوبن، إضافة إلى مرشحين آخرين هما زعيم اليسار الراديكالي جان لوك ميلانشون ووزير الاقتصاد السابق ايمانويل ماكرون (39 عاماً)، اللذين يجذبان حشوداً غفيرة إلى تجمعاتهما الانتخابية.
وتشير التوقعات إلى منافسة شديدة بين فرنسوا فيون ومارين لوبن في الانتخابات التي ستجري في دورتين في 23 نيسان/أبريل و7 أيار/مايو.
(فرانس برس)