مرض غريب يهدّد طفلة تونسية

13 فبراير 2020
تأمل الصغيرة التخلّص من ألمها (العربي الجديد)
+ الخط -
في مستشفى البشير حمزة للأطفال في تونس العاصمة، تعيش اليوم إشراق العوادي البالغة من العمر 11 عاماً، مع الألم. هي مصابة بمرض غريب نادر أصاب شرايين يدها بالتصلّب، الأمر الذي يسبّب لها أوجاعاً توقظها من نومها وتجعلها تئنّ وتصرخ في أحيان كثيرة. أمّا والدتها حياة المشرقي، التي ترى نفسها عاجزة عن التخفيف من ألم صغيرتها، فتعمد إلى ضمّها إلى صدرها كلّما استيقظت، وتضع يدها على موقع المرض لتهدئتها، فتشعر بأمان وتعود إلى النوم من جديد، ولو لوقت قصير.

من غرفتها في المستشفى، تقول إشراق وهي من محافظة بنزرت شمالي تونس، لـ"العربي الجديد": "تعبت كثيراً من تلك الآلام في يدي، وأتمنّى أن يعثروا على علاج يشفيني. فالأدوية التي وصفها لي الأطباء لم تفدني". تضيف: "أريد العودة إلى أصدقائي في المدرسة"، فقد مضت فترة طويلة على انقطاعها عن الدراسة بسبب مرضها، ولا سيّما أنّها غير قادرة على الكتابة. وتشدّد على أنها تريد "حياة طبيعية مثل الأطفال الآخرين والعودة إلى بيتنا ورؤية شقيقتي... اشتقت إليها كثيراً".

من جهتها، تخبر والدتها حياة "العربي الجديد" أنّ "صراخ ابنتي وأنينها يوقظان أحياناً جميع المرضى في المستشفى، فمرضها ينتشر في كلّ جسدها تدريجاً". تضيف: "صحيح أنّ الأدوية المسكّنة قوية بمعظمها، لكنّها في حالات كثيرة تبدو غير فعّالة". وتشير حياة إلى أنّ "الأطباء لم يوضحوا لي طبيعة مرض طفلتي، لكنّهم أخبروني بأنّهم أرسلوا عيّنات للتحليل إلى فرنسا من دون أن يتلقّوا حتى الآن أيّ ردّ"، شارحة أنّهم "عاجزون عن تحديد نوع المرض بدقّة". وطفلتها كانت قد أصيبت بهذا المرض الغريب قبل نحو عام، وبدأت شرايين يدها تضعف.




وتناشد حياة وزارة الصحة كشف مرض ابنتها والإسراع في جلب نتائج التحاليل وتحديد الأدوية اللازمة. وتلفت إلى أنّ ثمّة من قال لها إنّ "ثمة دواءً لمثل هذه الحالات متوافراً في الولايات المتحدة الأميركية فقط، لكنّ تكلفته باهظة وتقدّر بنحو 20 ألف دينار تونسي (نحو سبعة آلاف دولار أميركي)، وهو مبلغ لا تستطيع العائلة توفيره"، هذا إذا تأكّدت صحّة هذا الأمر. أمّا الوالد محسن العوادي، فيقول لـ"العربي الجديد": "قصدت مستشفيات حكومية عدّة، لكن لا علاج لحالة ابنتي في تونس، فمرضها يُعَدّ نادراً، فيما يدها مهدّدة بالبتر. والأخطر أنّ هذا المرض قد ينتشر في جسدها، ما يجعل حياتها مهدّدة في كل لحظة". ويشير محسن إلى أن "لا مرض مشابهاً لما تعانيه إشراق في العائلة"، راجياً أن تشفى صغيرته "قبل فوات الأوان".