مركز أبحاث إسرائيلي يشكك في إمكانية نجاح محمد بن سلمان في منصبه

02 يوليو 2017
محمد بن سلمان خلال تلقي البيعة كولي للعهد (الأناضول)
+ الخط -
قال "مركز أبحاث الأمن القومي" الإسرائيلي إن تعيين الأمير محمد بن سلمان ولياً للعهد في السعودية واحتكاره عملياً السلطات الفعلية في المملكة، يكرّس حالة من انعدام اليقين والضبابية بشأن سياسات المملكة المستقبلية ويرمي بظلال من الشك حول قدرتها على مواجهة التحديات التي تتعرض لها. 
وأشار المركز، في ورقة أعدها مسؤول قسم الخليج في المركز يوئيل جوزينسكي، ونشرها المركز أمس السبت على موقعه، إلى أنه على الرغم من أن صغر عمر ولي العهد الجديد يضمن له البقاء فترة طويلة على رأس الحكم في السعودية، إلا أن هناك شكوكاً في قدرته على إدارة حكم البلاد في ظل المخاطر الجمة التي تتعرض لها. وأعادت الورقة إلى الأذهان حقيقة أنه على الرغم من أن بن سلمان حظي بتأييد 31 من أصل 34 من أعضاء "لجنة البيعة"، إلا أن التأييد الذي يحظى به داخل العائلة المالكة ليس مطلقاً. ولفتت الورقة إلى أن حرص الملك السعودي سلمان بن عبدالعزيز على منح نجله محمد صلاحيات كبيرة لتمهيد الظروف أمام توليه مقاليد الحكم، أفضى إلى بروز عدد غير قليل من الخصوم له داخل الأسرة المالكة.





وبحسب الورقة، فإن عدداً من الأمراء دعوا خلال عام 2015 إلى التغيير، في خطوة فسرت على أنها "عدم ثقة" بالملك ونجله. وتوقفت الورقة أيضاً عند التحذيرات التي أطلقتها أجهزة استخبارية غربية من تداعيات السياسات التي يمكن أن يتبناها محمد بن سلمان والتي تتجاوز الخط الحذر الذي ميّز السياسة الخارجية للسعودية. وبحسب الورقة، فإن الاستخبارات الغربية حذرت من تأثير الخطوات والسياسات التي يتبناها محمد بن سلمان على استقرار المنطقة والاستقرار السياسي في السعودية. ورأت أن أكبر مظاهر فشل السياسة الخارجية التي أملاها محمد بن سلمان تمثلت في تدخله العسكري في اليمن، مشيرة إلى أن هذا التدخل وصل إلى طريق مسدود، إذ إن الرياض عاجزة عن تحقيق أي من الأهداف الرئيسة التي وضعتها لنفسها. وأشارت الورقة إلى أن إطلاق الحوثيين وقوات الرئيس اليمني المخلوع علي عبد الله صالح الصواريخ على الأراضي السعودية بات أمراً مألوفاً، مشيرة إلى تعاظم الانتقادات الدولية لإدارة السعودية للجهد الحربي في اليمن والذي اقترن بسقوط عدد كبير من الضحايا جراء القصف العشوائي. وأشارت الورقة إلى أن الخط المتشدد الذي يتبناه محمد بن سلمان تجاه إيران يمكن أن يمثل تهديداً للسعودية نفسها في حال أفضى إلى مواجهة شاملة بين الجانبين. وحسب الورقة، فإن ما زاد الأمور تعقيداً بالنسبة للسعودية حقيقة أن الأزمة مع قطر قلّصت من مساحة التحالفات التي كانت تحظى بها الرياض، مشيرة إلى دولة مثل باكستان، التي تعد من أوثق حلفاء السعودية، باتت تصر على موقف "محايد" من الأزمة مع الدوحة. ولم تستبعد الورقة أن تفشل حملة الحصار على قطر التي قادها محمد بن سلمان بفعل اصطفاف قوى عالمية وإقليمية إلى جانب الدوحة، لا سيما تركيا وإيران، ومشيرة إلى أن مثل هذا الفشل سيمس بمكانة ولي العهد السعودي.

وتوقعت الورقة أن تتجه السعودية تحت حكم بن سلمان إلى تطبيع العلاقات مع إسرائيل حتى قبل أن يتم الشروع في خطوات عملية لحل الصراع مع الشعب الفلسطيني، بحسب ما ورد فيها.

ووفقاً لما جاء في الورقة، فإن وحدة الصف بين كبار الأمراء في العائلة المالكة كانت دائماً أحد مصادر استقرار وقوة نظام الحكم في الرياض، محذرة من أنه مع وصول محمد بن سلمان لولاية العهد بات نظام الحكم كله يقوم على توجهات شخص واحد فقط. وأشارت الورقة إلى أنه في حال أسفر تولي محمد بن سلمان عن زعزعة الاستقرار في السعودية، فإن مثل هذا التطور سيرخي بظلاله على العالم العربي بأسره بسبب الدور المحوري الذي تؤديه الرياض.

وحسب الورقة، فإن أكثر من 50 في المائة من السعوديين تقل أعمارهم عن 25 عاماً، ما يزيد التحدي أمام بن سلمان لتلبية طموحات وآمال الشباب السعودي. ولفتت الورقة إلى أن حالة من خيبة الأمل تسود في أوساط السعوديين من التطبيق المتعثر لـ"رؤية 2030" التي قدمها بن سلمان والتي تقوم على إعداد الاقتصاد السعودي لمرحلة ما بعد النفط، مشيرة إلى أن الجمهور السعودي ضاق ذرعاً بارتفاع الأسعار ومواجهة تبعات تقليص الدعم للسلع الأساسية.

ورأت الورقة أن تململ الشارع يهدد العقد الاجتماعي الذي يربط العائلة المالكة والجمهور السعودي والذي يقوم على التزام نظام الحكم الذي تديره العائلة بتمكين الشعب من التمتع بعوائد النفط مقابل ضمان تأييد الجمهور لهذا النظام. وأوضحت الورقة أن ما فاقم الشعور بانعدام الثقة تجاه ولي العهد الجديد حقيقة أنه في الوقت الذي يطالب فيه السعوديين بشد الأحزمة وتقبل إجراءات التقشف لم يتردد في شراء يخت بنصف مليار دولار. وبحسب الورقة، فإنه إلى جانب مظاهر تمرد يمكن أن يقدم عليها عدد من الأمراء، لم تستبعد أن تقف المؤسسة الدينية ضد ولي العهد الجديد في حال طبق أجندة اجتماعية تتناقض مع التوجهات المتحفظة لهذه المؤسسة.

وحسب المركز، فإنه على الرغم من أن بن سلمان بمجرد تعيينه وزيراً للدفاع كان مسؤولاً عن العلاقات مع إدارة باراك أوباما السابقة وبعد ذلك مع إدارة دونالد ترامب، إلا أن الرئيس الأميركي السابق كان يفضل ولي العهد السابق الذي تمت الإطاحة به محمد بن نايف.