في مخيّم عين الحلوة للاجئين الفلسطينيّين في جنوب لبنان، يوفّر "مركز التنمية الاجتماعيّة" برنامجاً خاصاً للأطفال المتسرّبين دراسياً. وتوضح مديرة المركز التنفيذيّة مكرم الخطيب أنهم يعملون مع هؤلاء لحمايتهم، حتى لا يبقوا في الشارع معرّضين للعمل المبكر أو الزواج المبكر بالنسبة إلى الفتيات.
وهذا البرنامج يشمل حصصاً لتعليم كتابة اللغة العربيّة والرياضيات لهؤلاء الصغار بالإضافة إلى بعض النشاطات الترفيهيّة.
تقول الخطيب إن "التسرّب المدرسي يبدأ عادة في الصف الرابع أساسي لأسباب عدة، ومنها عدم تعلم الأهل وقدرات الطفل البسيطة خصوصاً وأن المدرسين يركزون على الأطفال الأذكياء الذين يمتلكون قدرات عالية. كذلك، قد لا يتمكّن الأهل من مواكبة المناهج التعليميّة وفهمها أحياناً، وبالتالي تعليمها لصغارهم". تضيف: "وللأوضاع الأمنيّة والاقتصاديّة والبنى التحتيّة في المخيّم تأثير على تعليم الأطفال. وثمّة سبب آخر وهو الترفيع التلقائي في مدارس وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيّين (أونروا)، وهذا ما يؤدي إلى ضعف في تعليم التلاميذ".
وتشير الخطيب إلى أنهم يحاولون "إعادة التلاميذ إلى المدرسة في حال لمسنا تقدّماً لديهم في التعليم وكان عمرهم مناسباً لذلك. وقد نجحنا في إعادة بعضهم". كذلك، يساعد المركز في تعريف هؤلاء على المهن المتوفرة في المعاهد. وكل تلميذ يختار المهنة التي يتكيّف معها بالاتفاق مع الأهل. ويختار الفتيان عادة الكهرباء والميكانيك أو التكييف والتبريد، أما الفتيات فيخترن تصفيف الشعر والخياطة. ويعمل المركز أيضاً مع الأطفال (9 - 15) عاماً، لتدريبهم على مهنة ما في حال لم يرغبوا في العودة إلى المدرسة.
من جهة أخرى، توضح الخطيب أن "المركز يعمد إلى دعم تلاميذ المدارس في المواد التعليميّة كافة، ويحضّرهم للامتحانات. كذلك نستقبل التلاميذ النازحين من سورية، إذ إن منهجهم التعليمي يختلف عن المنهج في لبنان. وقد تعاونا مع مدرّسة سوريّة لهذا الغرض".
يستفيد من خدمات المركز، 80 تلميذاً (6 - 15 عاماً) في حين تشرف ست مدرّسات على العمليّة التعليميّة المجانيّة. أما دروس التقوية، فتؤمّن لقاء سعر رمزي وهو خمسة آلاف ليرة لبنانيّة (3.33 دولارات أميركيّة). وتلفت الخطيب إلى أن "من لا يستطيع دفعها، لا يُطالب بها. المهم هو أن يتعلم".
كذلك يعدّ المركز أنشطة عمليّة وتطبيقيّة وترفيهيّة من أشغال يدويّة ورسم ورياضة ورحلات، وينظم ندوات صحيّة لتوعية الأهل والتلاميذ. إلى ذلك، يضمّ مسرحاً لكنه غير مجهّز بعد.