وحذّر المنسق الوطني لمكافحة الإرهاب، ونائب مساعد مفوض شرطة العاصمة البريطانية، نيل باسو، من أن بعض أفراد المجتمع "محرومون من الامتيازات"، ويجدون أن "لا مستقبل لهم في الغرب، ويشعرون بأن الحكومة لا تفهم دينهم (في إشارة إلى الإسلام)". وأضاف أن "المجتمعات المنفصلة والمعزولة والتعليم غير المنظم والتعليم المنزلي كلها أرض خصبة للمتطرفين والإرهابيين في المستقبل".
ونقلت صحيفة "التايمز" البريطانية تصريح باسو في مؤتمر مراقبي الشرطة، في مدينة ستراتفورد أبون أفون، بأن التهديد الداخلي كان من "الجيل الثاني الأكثر تطرفا" من المتطرفين، وحذّر من تأثير وسائل التواصل الاجتماعي.
وذكر تقرير لوزارة الداخلية البريطانية، العام الماضي، أعدته المسؤولة في مجال الرعاية الاجتماعية في الحكومة، لويز كيسي، أن الحكومة فشلت في مواكبة وتيرة الهجرة، وعلى الرغم من التحسينات في بعض المناطق، إلا أن عزل مناطق أخرى بحسب الانتماء الإثني زاد من فشلها.
وقالت إن عدد الناطقين باللغة الإنجليزية منخفض في بعض الجماعات التي يهيمن عليها المسلمون، ولا سيما بين النساء، خصوصاً أن دائرة زواج الرجال المسلمين من أجنبيات يجعلهم يستخدمون اللغة بنسب أكبر.
وحذّر تقرير صدر عام 2011 من معهد بحوث السياسات العامة، وهو مركز بحثي مؤثر، من أن الأطفال الذين يلتحقون بالمدارس التكميلية الإسلامية في بريطانيا يتعرضون للضرب. كما أعرب عن قلقه إزاء دور المدارس في "تعزيز الخلافات بين الهويات البريطانية والمسلمة".
وخاطب السير مايكل ويلشاو، الذي شغل منصب رئيس أوفستد (مكتب معايير التعليم وهو إدارة غير وزارية)، وزارة التربية والتعليم، في مارس/آذار 2016، بعد أن كشف المفتشون الذين زاروا مدرسة خاصة غير مسجلة في برمنغهام عن ظروفها السيئة. وحذّر من أن بعض المؤسسات تستغل الحريات الممنوحة لمعلمي التعليم المنزلي.
وأعرب باسو عن القبول باستراتيجية وزارة الداخلية لمنع مكافحة التعددية التي تعتبر مثيرة للجدل في بعض الدوائر، لكنه اعتبر أن من سلبياتها أنها "تُستغل من قبل قطاعات صغيرة جداً من المجتمع التي لديها أسباب لتقويض التعددية".
وأشار إلى أن التطرف عبر وسائل التواصل الاجتماعي لا يزال يشكل مصدر قلق على الأجيال الشابة، وقال: "لا أستغرب أن وسائل التواصل الاجتماعي جذبت الأصغر سنا، رأينا جميعا كيف شكلت بقعة للدعاية الإسلامية على الإنترنت جاذبة للشباب".
وأبرز باسو، وهو أعلى ضابط شرطة من أصل بنغالي، تهديد الجهاديين المتنامي محلياً، خصوصاً أنهم لم يعودوا يسافرون للانضمام إلى تنظيم "داعش" في سورية. وقال إن أكثر من 60 تحقيقاً بدأت منذ أواخر يوليو/تموز الماضي، وإن الاعتقالات ارتفعت بنسبة 75 في المائة منذ الهجمات التي وقعت على جسر وستمنستر، ومانشستر إرينا، وجسر لندن، ومسجد فى فينسبرى بارك. وأشار إلى الارتفاع الكبير لأعداد الاتصالات بالخط الساخن المخصص لمكافحة الإرهاب.
وأوضح في المؤتمر أن شرطة مكافحة الإرهاب تبدأ أكثر من عشر تحقيقات جديدة أسبوعياً، بعد "صيف لا مثيل له". ويبلغ إجمالي التحقيقات التي تجريها الشرطة ودائرة الأمن البريطانية نحو 600 تحقيق.
(العربي الجديد)