قال مسؤول في الحكومة الفلسطينية، اليوم الأحد، إن أغلب المساعدات والمنح المالية والعينية الموجهة لقطاع غزة أصبحت في يد الحكومة في رام الله، فيما عدا بعض المساعدات الأخرى التي تسمح الحكومة بتمريرها مباشرة إلى القطاع أو عبر هيئات إغاثة لضمان سرعة وصولها.
وأضاف المسؤول، الذي اشترط عدم نشر اسمه، أن الباب مفتوح للدول لتقديم الدعم سواء عن طريق حكومة التوافق في رام الله، أو عن طريق مؤسسات إنسانية عاملة في القطاع، على أن يتم نقلها عبر معبر كرم أبو سالم أو معبر رفح بالتنسيق مع مصر.
وتابع: "سنحاول استغلال فتح الجانب الإسرائيلي لمعبر كرم أبو سالم ( المعبر التجاري الوحيد بين الضفة الغربية وقطاع غزة )، وإدخال المستلزمات الطبية، والمواد الغذائية الأساسية".
وكانت الإمارات العربية المتحدة قد قدمت قبل أيام دعما لسكان القطاع، بقيمة تصل إلى 25 مليون دولار، تخصص لتوفير الاحتياجات العاجلة، وإعادة إعمار ما تم تدميره، بالتعاون مع الحكومة الفلسطينية برام الله، وقدمت الحكومة الأندونيسية دعما بقيمة مليون دولار.
وأعلنت الحكومة النرويجية عبر وزير خارجيتها بورج برينده، ظهر اليوم الأحد، تقديم دعم مالي عاجل لقطاع غزة بقيمة 30 مليون كرون نرويجي (4.9 مليون دولار)، حيث سيتم نقل الأموال للقطاع عن طريق اللجنة الدولية للصليب الأحمر والأمم المتحدة، والمنظمات غير الحكومية القادرة على تقديم الدعم بشكل سريع، بالتنسيق مع حكومة التوافق، بحسب بيان صادر عن وزارة الخارجية الفلسطينية.
وأعلن الجيش المصري تقديم مساعدات عينية بحدود 500 طن أدوية ومواد غذائية، وحسب المصدر فقد تم إدخالها مباشرة إلى قطاع غزة عبر معبر رفح البري، وتم تسليمها إلى وزارة الصحة الفلسطينية وجمعية الهلال الأحمر.
ومنح العاهل المغربي محمد السادس، بصفته رئيسا للجنة القدس، قطاع غزة، مساعدات إنسانية عاجلة بقيمة خمسة ملايين دولار، وبحث إمكانية استقبال الجرحى في مستشفيات المغرب. على أن يتم التنسيق مع الحكومة الفلسطينية لتوزيعها.
وبحسب المصدر، " ما تزال المشاورات جارية بين الحكومتين التركية والفلسطينية، حول آلية وكيفية تقديم الأتراك مساعدات عاجلة لسكان قطاع غزة، خلال الفترة القريبة المقبلة".
وقالت وكالة الأنباء الفلسطينية الرسمية، نقلا عن سفارة فلسطين في تركيا، إن حكومة رجب طيب إردوجان تقوم في هذه الأثناء بالتنسيق مع الجهات الرسمية لدى الحكومة الفلسطينية، لبحث سبل إيصال المساعدات العاجلة إلى قطاع غزة.
ولم يخف المصدر حساسية الدور المصري في هذه المرحلة، "لأن توقعاتنا تشير إلى إمكانية رفض إسرائيل إدخال المساعدات عبر معبر كرم أبو سالم، وعنئذ، فإن معبر رفح البري سيكون المنفذ الوحيد للدول المانحة، لإيصال مساعداتها".
ويعاني قطاع غزة منذ اليوم الأول للحرب عليه، من نقص في الأدوات الطبية والأدوية والمعدات وتراجع حاد في كميات الوقود المستخدمة في توليد الكهرباء، ما ينذر بأزمة حقيقية خلال الفترة المقبلة.
وسقط حتى اليوم الأحد، بحسب الهلال الأحمر الفلسطيني، 164 شهيدا وأكثر من 1120 جريحا، خلال أيام العدوان الخمسة، وسط دعوات طبية بضرورة توفير الاحتياجات الطبية لإسعاف المصابين.