وقال طه في حديث إلى "العربي الجديد"، إنّ "الحكومة اليوم بنت جيشاً عقائدياً طائفياً من خلال الحشد الشعبي، ووفرت له دعماً وترويجاً إعلامياً كبيراً"، مؤكّداً أنّها "ليست لها نية صادقة لبناء جيش وطني عراقي".
وأشار طه، وهو مقرّر لجنة الأمن في البرلمان السابق، إلى أنه "على الرغم من أنّ الظرف الحالي يستدعي ترميم الجيش العراقي، وإعادة هيكلته كونه مؤسسة عريقة لها تاريخ طويل وخبرة كبيرة في القتال، إلّا أنّه اليوم يعاني الإهمال الكبير من قبل الحكومة، وعدم الجدّية في تسليحه وإعداده لخوض المعركة ضد الإرهاب".
وتابع: "نحن الأكراد لدينا قوات البشمركة، والشيعة اليوم لديهم الحشد الشعبي، والسنّة لا جيش لهم"، مشيراً إلى أنّ "البلد اليوم يتجه نحو الجيوش العقائدية على غرار بلدان أخرى في المنطقة بسبب السياسات الحكوميّة".
وأكّد أنّ "الجيوش العقائديّة تأجج الصراعات والنعرات الطائفيّة في البلد، وتجعله ينزلق بمنزلق خطير جداً"، لافتاً إلى أنّ "كافة أبناء الشعب وبكافة مكوناتهم هم اليوم يقعون ضحيّة هذه التوجهات الحكومية التي لا تصب في مصلحة البلد وإنما تمزقه".
وأضاف أنّ "الشعب العراقي اليوم بين مطرقة الإرهاب وسياسات الحكومة الخاطئة، وأنّ البلد يتجه نحو الأسوأ".
وفي هذا السياق، دعا القيادي الكردي الحكومة إلى "إعادة رسم استراتيجياتها في البلد من جديد، وإعادة بناء مؤسساته الحقيقيّة التي تضم كافة مكوناته، لتعزّز اللحمة الوطنيّة وتكاتف أبناء الشعب".
من جهته، رأى الخبير العسكري عبد العظيم الشمري، وهو لواء ركن متقاعد من الجيش السابق، أنّ "الجيش العراقي اليوم يلفظ أنفاسه الأخيرة مع هذه السياسات التي أنهكت قواه".
وقال الشمري لـ "العربي الجديد"، إنّ "سياسات العبادي هي إتمام لسياسات المالكي، والذي تسبب بانهيار الجيش والإساءة إلى سمعته وتاريخه"، مبيناً أنّ "العبادي أتى اليوم على ما تبقّى من هذا الجيش ليمنع عنه التمويل والتسليح، ويقيم مؤسسة جديدة (الحشد الشعبي) كندٍ له، بتمويل أفضل من تمويله ويزجّها معه لتتمرد على أوامره وتجعل منه مؤسسة غير منضبطة".
وأضاف أنّه "بالتأكيد ليست هذه الخطوات خطوات غير ممنهجة ومدروسة، أو أنّ العبادي يتخبط بسياسته تجاه الجيش، لا بل هي سياسات ممنهجة، وخطوات دفعت باتجاه إنهاء المؤسّسة العسكرية العراقية بشكل كامل لتصبح شيئاً من الماضي، فضلاً عن أنّ هناك حملات لتشويه تاريخ هذا الجيش، خصوصاً في حربه مع إيران".
وأشار إلى أنّ "الحكومة بخطواتها هذه، فتحت الباب واسعاً أمام تمدد الإرهاب، كما أنها تسيء إلى العراق برمته وليست الإساءة منحصرة نحو الجيش فقط".
اقرأ أيضاً: قوات "جهادية" إيرانية إلى العراق وسورية