التقى وزير الخارجية الأميركي، مايك بومبيو، بالجنرال كيم يونغ تشول، الذراع اليمنى للزعيم الكوري الشمالي، كيم جونغ أون، الأربعاء في نيويورك، من أجل الإعداد للقمة التاريخية المرتقبة بين زعيمي البلدين.
وباشر المسؤولان حوارهما بعشاء عمل في شقة قرب مقر الأمم المتحدة قبل إجراء محادثات مكثفة اليوم الخميس لإنهاء التحضيرات لقمة 12 يونيو/ حزيران، والمخصصة لإنهاء الأزمة النووية التي كادت تهدد بعودة الحرب إلى شبه الجزيرة الكورية.
ووصل بومبيو إلى مكان اللقاء أولا برفقة رئيس قسم كوريا في وكالة الاستخبارات المركزية أندرو كيم، ثم تبعه كيم يونغ تشول بعد دقائق مع أحد مساعديه.
ولم يتحدث أي من الطرفين الى الصحافة قبل عشاء العمل، لكن تغريدة لبومبيو قبل اللقاء وصفت القمة بين الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، وكيم جونغ أون بالـ"محتملة".
وكتب وزير الخارجية الأميركي على "تويتر": "أتطلع إلى لقاء كيم يونغ تشول في نيويورك لمناقشة القمة المحتملة لرئيس الولايات المتحدة مع الزعيم كيم. نحن ملتزمون بنزع السلاح النووي الكامل والمتحقق منه والنهائي في شبه الجزيرة الكورية".
يقوم المسؤول الرفيع المستوى من كوريا الشمالية بهذه الزيارة النادرة إلى الولايات المتحدة لإجراء محادثات بشأن القمة المحتملة بين زعيمي البلدين، لكن مواقف الجانبين متباعدة فيما يبدو بشأن القضية الرئيسية، وهي أسلحة بيونغيانغ النووية.
ووصل كيم يونغ تشول إلى مطار جون كنيدي على متن رحلة قادمة من بكين. وشوهد لاحقا يدخل فندقا في وسط مانهاتن.
وخيمت حالة من الشك على القمة التي كان من المقرر أساسا أن تنعقد في 12 يونيو/ حزيران بسنغافورة مع اختبار كل من الدولتين الصلابة الدبلوماسية للأخرى.
وكان ترامب ألغى الأسبوع الماضي القمة بعدما عبرت كوريا الشمالية عن غضبها إزاء تعليقات أدلى بها مسؤولون أميركيون كبار، لكنه قال لاحقا إنه يعيد النظر في موقفه، ومضى مسؤولون من الولايات المتحدة والكوريتين قدما في الترتيب للقمة.
في غضون ذلك، قال البيت الأبيض الأربعاء إن المفاوضات الجارية في المنطقة المنزوعة السلاح على الحدود بين الكوريتين بشأن القمة المحتملة بين ترامب وكيم جونغ أون تسير على ما يرام، وتوقع انعقاد الاجتماع التاريخي يوم 12 يونيو/ حزيران كما هو مقرر.
وبشكل منفصل، قال الأميرال هاري هاريس، قائد الأسطول الأميركي في المحيط الهادي المنتهية ولايته ومرشح ترامب لتولي منصب السفير الأميركي في كوريا الجنوبية، في بيرل هاربر في هاواي، إن كوريا الشمالية لا تزال أخطر تهديد وشيك يواجه الولايات المتحدة.
وأضاف هاريس: "امتلاك كوريا الشمالية قدرات نووية مع صواريخ يمكنها الوصول إلى الولايات المتحدة أمر غير مقبول".
وأفاد مسؤول أميركي بأن المفاوضات بشأن جدول أعمال القمة تسير ببطء حتى الآن، وبأن القضيتين الرئيسيتين، وهما نزع أسلحة كوريا الشمالية النووية، وما إذا كان الجانبان سيتخذان إجراءات بشكل متزامن، أو على نحو منفصل، لم تحسما بعد.
وتعهد ترامب بألا يسمح لكوريا الشمالية بتطوير صواريخ نووية من شأنها أن تصيب الأراضي الأميركية، ويريد من كوريا الشمالية أن "تنزع أسلحتها النووية" أو تتخلص منها، لكن من المعتقد أن القيادة في بيونغيانغ تعتبر الأسلحة النووية حاسمة لبقائها، وترفض نزعها من جانب واحد.
وقال المسؤول الأميركي إن موقف بلاده لا يزال يقوم على ضرورة أن توافق كوريا الشمالية على نزع أسلحتها النووية على نحو كامل يمكن التحقق منه ولا رجعة فيه، قبل أن يتسنى لها الحصول على أي مساعدات مالية، مثل تخفيف بعض العقوبات الاقتصادية أو مساعدات غذائية أو مساعدات أخرى، أو استثمارات جديدة، وإن حجم المساعدة قد يعتمد على وتيرة ومدى الإجراءات التي تتخذها بيونجيانج.
وأضاف المسؤول المطلع على المحادثات، والذي تحدث شريطة عدم الكشف عن هويته، أن موقف كوريا الشمالية مع بدء المحادثات مع بومبيو في نيويورك هو أن مجرد التعهد بنزع السلاح النووي يجب أن يفتح الباب أمام تخفيف العقوبات الاقتصادية.
وتدافع كوريا الشمالية عن برامجها النووية والصاروخية باعتبارها رادعا ضد ما ترى أنها طموحات أميركية للإطاحة بقيادتها وتوحيد شبه الجزيرة الكورية. وتنشر الولايات المتحدة 28500 جندي في كوريا الجنوبية، فيما يمثل إرثا للحرب الكورية التي دارت رحاها بين 1950 و1953.
(فرانس برس، رويترز)