تواجه سوق المال السعودية أزمة كبرى بسبب اختفاء الكاتب والصحافي جمال خاشقجي. ويتذمر المستثمرون الأجانب من عدم معرفة الحقائق والمعلومات التي تحدد حركة الأسهم.
وبورصة المال السعودية هي الأكبر في المنطقة العربية، ويقدّر رأس مالها السوقي بحوالى 485 مليار دولار. وكان المؤشر قد فقد 10 نقاط في آخر تعاملات الأسبوع يوم الخميس.
ويثير مستثمرون أجانب، من بين الصناديق الاستثمارية التي سمحت لها السعودية بالمتاجرة في البورصة، شكوكاً حول توجهاتها أو معرفة الأسباب الحقيقية لحالة التذبذب ما بين الارتفاع والانخفاض في مؤشراتها هذه الأيام.
وبلغ حجم الاستثمارات الأجنبية في البورصة السعودية، خلال العام الجاري، حسب وكالة بلومبيرغ، 2.5 مليار دولار. وكانت هيئة سوق المال قد منحت حتى الآن حوالى 280 مستثمراً أجنبياً رخصة للمتاجرة في الأسهم السعودية.
لكن معظم المستثمرين الأجانب يشعرون بالقلق من عدم الشفافية والحصول على معلومات كافية تمكنهم من قراءة السوق حتى تتم المتاجرة في الأسهم، خاصة خلال الأسبوع الجاري، وهو الأمر الذي جعل المستثمرين في حيرة حقيقية.
وقالت وكالة بلومبيرغ إن الانخفاض الحاد في مؤشر الأسهم الذي يتلوه ارتفاع، في أعقاب اختفاء خاشقجي، جعل من الصعب معرفة ما الذي يحدد حركة أسعار الأسهم في السوق السعودية.
وقالت مديرة صندوق استثماري في فرانكفورت، إيكاترينا أليشنكو، لوكالة بلومبيرغ، أمس الخميس، "من الصعب وضع أموال في صندوق أسود".
وأضافت "أن عدم شفافية السوق والحصول على معلومات تمثل مشكلة بالنسبة للمستثمر الأجنبي".
وحسب ألشينكو فإنه "يمكنني الاتصال بمكتب علاقات عامة لشركة روسية والحصول على المعلومات الاستثمارية في ساعات، ولكن في السعودية لا يمكنك حتى الحصول على النتائج ربع السنوية للشركات"، وهو ما أكد عليه مستثمرون أجانب آخرون للوكالة الأميركية، حيث قال مدراء صناديق "الحصول على معلومات حول الأسهم السعودية صعب، إن لم يكن مستحيلاً".
وخسر سوق الأسهم السعودي، يوم الأحد الماضي، 14 أكتوبر/تشرين الأول، حوالى 3.5% من قيمته، وهو ما يفوق 16 مليار دولار.
وذلك بعدما تمكن، في النصف الثاني من الجلسة، من تقليص خسائره التي بلغت 7% في التعاملات الصباحية، مما أثار الفزع في سوق المال السعودي بصفة خاصة والخليجي بشكل عام، إذ يعتبر السوق السعودي الأكبر في المنطقة وتتبع خطاه باقي الأسواق.
وعاد السوق للارتفاع في اليوم التالي ثم حقق خسائر ضئيلة بسبب تدخل المؤسسات الحكومية وعلى رأسها صندوق الاستثمارات العامة.
كما تراجع الريال السعودي مقابل الدولار، يوم الإثنين، في أعقاب تهديد واشنطن بمعاقبة الرياض إذا ثبت تورطها في اختفاء الصحافي خاشقجي. ويضاف إلى انسحاب المستثمرين الأجانب من المؤتمر وعزوفهم عن المتاجرة في السوق خلال هذه الأيام، هجمة على بيع الأسهم السعودية بين كبار رجال الأعمال السعوديين والخليجيين الذين يتخوفون من تبخّر ثرواتهم في حال تورط النظام السعودي في قضية اختفاء خاشقجي.
(العربي الجديد)