تتوسط كومة من الكراسي المتحركة المهشمة معرض صور فوتوغرافية تم تنظيمه على أنقاض مستشفى الوفاء للتأهيل الطبي شرق مدينة غزة، والذي تم تدميره بشكل كامل خلال العدوان الاسرائيلي الأخير صيف عام 2014.
"الكارثة والأمل" عنوان المعرض الذي يتوافق تنظيمه مع الذكرى الأولى لتوقيع اتفاق التهدئة بين الفصائل الفلسطينية والاحتلال الإسرائيلي، الذي استهدف خلال عدوانه الأخير على غزة مختلف المرافق الصحية والطبية، كذلك استهدف المستشفيات ومنازل أعيان المدينة.
واحتوى المعرض على أربع زوايا، الأولى فيها أنشطة وفعاليات وإنجازات المستشفى قبل القصف والاستهداف الاسرائيلي لها، وفيها صور غرف العمليات وأقسام العلاج الطبيعي، إلى جانب إظهار الجوانب الحية والجمالية للمستشفى النظيف من الداخل والخارج.
بينما احتوى القسم الثاني على مجموعة صور تظهر عمل الطواقم الطبية تحت القصف، حيث بينت الصور الأضرار التي تعرضت لها جنبات المستشفى نتيجة القذائف المدفعية التي كانت تستهدفها على مدار الساعة، وصور الممرات المعبأة بالشظايا والحطام، علاوة على صور المتضامنين الأجانب، ومجموعة صور لعمليات اخلاء المستشفى تحت النيران والقصف.
القسم الثالث كان الأقسى على كادر المستشفى، حيث أظهرت الصور مستشفى الوفاء بعد تدمير صواريخ الاحتلال الاسرائيلي له بشكل كامل، وتحويلها إلى كومة ركام، امتزجت بآهات المرضى والمصابين، وبكراسيهم المتحركة، التي تحولت إلى حطام.
واحتوى القسم الثالث كذلك على مجموعة صور تظهر الدمار الواسع الذي خلفه القصف الاسرائيلي للمستشفى الواقع على الحدود الشرقية لحيّ الشجاعية، إلى جانب صور للأنشطة والاعتصامات للكادر العامل داخل المستشفى، للمطالبة بإعادة إعمارها.
أما الرابع فضم مجموعة أخرى لصور تعرض طبيعة عمل الطواقم الطبية التابعة لمستشفى الوفاء للتأهيل الطبي داخل مقرها الجديد والمؤقت، إلى حين البدء باعمار المستشفى الذي يخدم آلاف المواطنين من مختلف مناطق قطاع غزة.
أقرأ أيضاً:مرسم الصيادين.. فنانون يعيدون الحياة لميناء غزة
ويقول مسؤول العلاقات العامة والإعلام في مستشفى الوفاء للتأهيل الطبي عطية الوادية لـ "العربي الجديد"، إنّ المعرض أقيم لتجسيد المعاناة والألم الذي تعانيه الطواقم الطبية للمستشفى نتيجة تأخر الاعمار، إضافة الى تسليط الضوء على التدمير الذي لحق بالمستشفى خلال الحرب على القطاع.
ويشير الوادية إلى أنّ الطواقم الطبية عادت للعمل في ظل أقسى الظروف إيمانا منها بضرورة خدمة المريض الفلسطيني، على الرغم من الضرر الذي أحدثه العدوان، موضحاً أن المستشفى يقدم خدماته الى أصحاب الاعاقات الحركية والإدراكية، من أجل تمكين المريض من الاندماج في المجتمع، وممارسة حياته اليومية.
ويبين أنّ عمل الطاقم الطبي في المستشفى المؤقت يحرمه من تقديم كافة خدماته، ومنها تلك الخدمات المتعلقة بمركز السكر والقدم السكرية، كذلك جراحة المخ والأعصاب، وعلاج مشاكل التبول اللاإرادي والعلاج بالأوكسجين المضغوط، وغيرها من الخدمات المتوقفة.
أقرأ أيضاً:لوحات تعكس واقع المرأة بخطوط أنثوية في غزة