خطر داهم يهدّد المرضى في مستشفيات سورية بسبب المعاناة من انقطاع التيار الكهربائي لفترة تصل إلى 20 ساعة يومياً في معظم المناطق، سواء التي يسيطر عليها نظام بشار الأسد أو التابعة للمعارضة، ما دفع معظم المستشفيات إلى الاستعانة بمولّدات (محولات) كهربائية.
ولا ينسى السوريون قصة وفاة المواطنة فاطمة مرعي في أحد مستشفيات دمشق، إثر صدمة قلبية نتيجة انقطاع التيار الكهربائي أثناء عملية غسيل الكلى ومحاولة الأطباء استرجاع الدم من جهاز الغسيل يدوياً، دون جدوى.
فانتشار المولّدات بالمستشفيات، بات من ضمن مستلزمات وأدوات العلاج، رغم المعاناة من تأمين الوقود اللازم لها، في ظل نقص وارتفاع المازوت بالسوق السوداء ليقفز سعر الليتر إلى 200 ليرة، بعد رفعه رسمياً إلى 80 ليرة .
ويقول العامل بالإغاثة محمود عبد الرحمن، من ريف إدلب لـ"العربي الجديد"، لدينا مولّدات كهرباء تعمل على المازوت، لأن الكهرباء مقطوعة معظم اليوم في المناطق المحررة.
ويضيف عبد الرحمن، لا يمكن الاستغناء عن الكهرباء، لأن القصف مستمر ولا تعرف متى ستأتي حالة إسعافية تحتاج إلى غرفة العمليات، وبالتالي يجب تشغيل الأجهزة الطبية والتعقيم 24 ساعة يومياً، عبر المولّدات.
وتشير تقديرات المراقبين إلى أن قيمة المولدات المباعة، خلال السنوات الماضية، تصل إلى 345 مليون دولار، على أساس أن متوسط سعر المولد يبلغ نحو 300 دولار.
وحسب التقديرات، فإن هناك ما يقرب من مليون مولد منزلي يعمل بالبنزين، تبلغ تكاليف تشغيلها 960 مليون ليرة يوميا، على اعتبار أنها تعمل على مدى ثماني ساعات، فيما يستهلك المولد لترا واحدا من البنزين في الساعة بقيمة 120 ليرة، وتصل تكلفة تشغيل المولدات الصناعية المقدرة بنحو 150 ألف مولد، إلى 576 مليون ليرة يوميا، بافتراض استهلاك المولد 4 لترات في الساعة، فيما تعمل لمدة ثماني ساعات يومياً.
وبإضافة الرقمين، نجد أن كلفة ما يتحمله المواطن نتيجة استهداف القطاع الكهربائي في سورية، تبلغ نحو 1.5 مليار ليرة يومياً، تمثل كلفة تشغيل هذه المولدات بخلاف مصاريف صيانتها.