أعلن وزير النفط العراقي، جبار اللعيبي، اليوم الثلاثاء، أن السعودية قررت بناء مستشفيات في بغداد والبصرة، وإقامة مشاريع خدمية مختلفة، وتخصيص منح جامعية للطلاب العراقيين، اعتبرها مراقبون مشاريع تحمل رسائل سياسية، فيما طالب رئيس كتلة "بدر" في البرلمان العراقي، محمد ناجي، السعودية بـ"الاعتذار للعراقيين".
وقال اللعيبي، في بيان له عقب عودته إلى العراق إثر زيارته الرياض ولقائه المسؤولين السعوديين، إن ولي العهد السعودي، محمد بن سلمان، أكد له "وقوف المملكة إلى جانب العراق بكل أطيافه ومكوناته ووحدة أراضيه، دون تفريق أو تميز طائفي".
وأوضح الوزير، في البيان الذي تلقى "العربي الجديد" نسخة منه، أن ولي العهد السعودي شدد على "أهمية الإسراع في تفعيل لجنة التنسيق السعودي- العراقي، بهدف التعجيل بتنفيذ مجموعة من الاتفاقيات في مجالات النفط والطاقة والصناعة والمعادن والتكنولوجيا والاستثمار والزراعة، والتبادل التجاري والمصارف والبنوك، وإقامة المشاريع المشتركة، وغيرها".
وتابع اللعيبي أن "المملكة ستقوم بإنشاء عدد من المشاريع الصحية والإنسانية على نفقتها، منها إنشاء مستشفى في بغداد والبصرة، وتخصيص عدد من الزمالات الدراسية في الجامعات السعودية، وفتح المنافذ الحدودية، وإنشاء مناطق حرة للتبادل التجاري".
وأضاف أنه التقى في جدة رئيس لجنة التنسيق السعودي وزير التجارة، ماجد القصبي، واتفقا على مجموعة من الخطوات العملية التي تدفع بالعلاقات الثنائية إلى الأمام، منها قيام وزير التجارة السعودي بزيارة العراق قريبا، واللقاء بالمسؤولين ورجال الأعمال والمعنين، وإقامة الورش والمؤتمرات في كل من بغداد والرياض، والمشاركة بأجنحة متميزة في معرض بغداد الدولي ومعرض الطاقة في البصرة.
وعن لقائه بوزير الخارجية السعودي، عادل الجبير، قال اللعيبي إن الوزير السعودي أكد له "حرص المملكة على تطوير العلاقات بين الشقيقين، والعمل على اتخاذ خطوات عملية، وصولا لتحقيق شراكة حقيقية تكاملية، من خلال الاتفاق على حزمة من المشاريع المشتركة في المجالات كافة".
إلى ذلك، قال رئيس كتلة "بدر" في البرلمان العراقي إن "السعودية مطالبة باعتذار للشعب العراقي قبل عودة العلاقات إلى طبيعتها".
وأوضح ناجي، في تصريح لمحطة تلفزيون عراقية، إن "الاعتذار السعودي عن الأضرار التي لحقت بالعراقيين جراء إرهابيين من مواطنيها، وتعويضهم عن الأضرار التي لحقت بهم بسبب ذلك، قبل إعادة العلاقات إلى ما كانت عليه، مشروط بأن يكون على أساس تبادل المصالح المشتركة، واحترام السيادة، وقائم على أساس القانون الدولي"، وفقاً لقوله.
وقال أستاذ العلاقات الدولية في جامعة بغداد، محمود الحسن، لـ"العربي الجديد"، إن إعلان السعودية عن مكان المشاريع يحمل رسالة سياسية.
وأضاف الحسن إن "اختيار مناطق شيعية لإقامة المشاريع، مثل البصرة ومناطق في جنوب العراق، واستثناء الغرب والوسط والشمال، فيه رسالة سياسية تؤكد رغبة السعودية الدخول لمناكفة إيران ومنافستها، خاصة بعد طلبها فتح قنصلية لها في النجف"، مبينا أن "الحكومة العراقية ترحب وتوافق على أي خطوة سعودية أو عربية حاليا، لأن التحفّظ عليها سيكرس فكرة السيطرة الإيرانية على العراق".