وذكرت مراكز إعلامية مقدسية أن أكثر من مائة مستوطن اقتحموا، منذ صباح اليوم، باحات المسجد الأقصى، وواصلوا اقتحاماتهم على شكل مجموعات تضم العشرات منهم، وسط حماية مشددة من شرطة الاحتلال، فيما منعت قوات الاحتلال حارس المسجد الأقصى، مهدي العباسي، من دخوله.
وتعقيبًا على ذلك، استنكرت المرجعيات الدينية في الأراضي الفلسطينية، في بيانها، اليوم الأربعاء، "استمرار العدوان الإسرائيلي الاحتلالي على المسجد الأقصى المبارك من سلطات الاحتلال"، قائلة إن ذلك يؤكد أن "الاحتلال لا يزال يفكر بمنطق القوة والقهر"، مضيفة أنها تنظر إلى تلك الانتهاكات "بعين الخطورة الشديدة".
واعتبرت المرجعيّات الدينية أن "إصرار الاحتلال على التدخل في إدارة شؤون الأوقاف والمسجد الأقصى المبارك سوف يعيد الأمور إلى حالة التأزم، ويجر المنطقة بأكملها إلى ما لا يحمد عقباه، والحفاظ على الواقع التاريخي والديني والقانوني هو ثابت من ثوابتنا لا نتنازل عنه".
وجدّدت المرجعيات تأكيدها الحقوق الشرعية الثابتة غير القابلة للتفاوض تحت أيّ ظرف، والمتمثلة في "إعادة مفاتيح باب المغاربة، وإيقاف حالات الاقتحامات من المستوطنين، وعدم منع أو اعتراض أو إبعاد أي مواطن مقدسي من دخول المسجد الأقصى المبارك".
وأضاف البيان أن "تحديد أعمار الداخلين إلى المسجد الأقصى المبارك يعتبر تدخلاً سافراً واعتداءً على حرية العبادة"، مؤكّدًا رفض المرجعيّات الدينية له، وعلى "ضرورة شد الرحال إلى المسجد الأقصى المبارك للعبادة والرباط وتلقي دروس العلم فيه".
وناشدت المرجيعات المقدسيين والفلسطينيين عمومًا "عدم تداول أو التعاطي مع أي شائعة تظهر هنا أو هناك"، مؤكّدة أن "مصدر المعلومة عمّا يجري في المسجد الأقصى المبارك وحوله فقط هي دائرة الأوقاف والشؤون والمقدسات الإسلامية، التي شكلت اللجان المتخصصة لفحص كل ما جرى من اعتداءات وتجاوزات من قبل قوات الاحتلال".
وفي سياق متّصل، ذكرت مصادر لـ"العربي الجديد" أن قوات الاحتلال اعتقلت، فجر اليوم، النائب عن حركة "حماس" حسني البوريني، وثلاثة أسرى محررين آخرين، خلال دهمها منازلهم في بلدة عصيرة الشمالية شمال نابلس إلى الشمال من الضفة الغربية، علاوة على اعتقال شابين من قرية طلوزة شمال نابلس، وشابين آخرين من قرية قريوت جنوب المدينة، وتخلل عمليات الاعتقال تخريب وتفتيش للمنازل بطريقة همجية.
وإلى جانب ذلك، ذكرت مصادر صحافية أن قوات الاحتلال اعتقلت شابًّا من مدينة رام الله وسط الضفة الغربية، وشابًا آخر من قرية صفا غرب رام الله، وثالثًا من بلدة سلواد شرق رام الله، بينما اعتقلت ثلاثة شبان آخرين من مخيم شعفاط شمال شرق القدس، وسط الضفة، تخلل ذلك مواجهات بين قوات الاحتلال وشبان المخيم، ولم يبلغ عن وقوع إصابات.
وإلى الجنوب من بيت لحم، جنوب الضفة الغربية، اعتقلت قوات الاحتلال الشاب ضياء خضر صلاح من بلدة الخضر، بعد إصابته بالرصاص المطاطي خلال قيادته دراجته النارية، وفتى قاصرًا من بلدة تقوع شرق بيت لحم، وشابًا آخر من مدينة بيت لحم، تخلل ذلك مواجهات مع قوات الاحتلال، ولم يبلغ عن وقوع إصابات.
فيما تحدثت مصادر صحافية أن جيش الاحتلال أعلن عن مصادرة مركبة وعشرات آلاف الشواقل بالعملة الإسرائيلية من عائلة الشهيد شادي عرفة، منفذ عملية إطلاق النار قرب مستوطنة "ألون شفوت"، وقتل على إثرها ثلاثة مستوطنين، قبل نحو عامين، وذلك خلال دهمه منزل العائلة في الخليل جنوب الضفة الغربية.