بدأت فرقة "المسرح الوطني الفلسطيني" في لبنان، بالتحضير لمسرحية اختارت لها عنوان "يا خوف عكّا من هديرك يا بحر"، وهي مستوحاة من قصيدة للشاعر الفلسطيني زياد كعوش، والرؤية والإخراج للمخرج الفلسطيني محمد الشولي، رئيس الاتحاد العام للفنانين الفلسطينيين في لبنان. وقام بإدارة العمل ومساعدة الإخراج محمد عيد رمضان.
في لقاء مع "العربي الجديد"، قال مخرج العمل محمد الشولي: "اخترنا هذا الاسم للمسرحية، لأن البحر يرمز إلى صمود مدينة عكا في وجه كل من حاول الاعتداء عليها، إذْ استطاعت أن تصدّ هجمات المعتدين عليها. وتم اختيار مدينة عكا لعملنا الفني لأنها تقع في منطقة الجليل التي تضم مئات القرى التي تهجّرت إلى لبنان. وهؤلاء يستحقون عملاً فنيّاً يحكي عن مدينتهم". وستكون المسرحية من نمط الـ"مونودراما"، بطلها الفنان الفلسطيني وليد سعد الدين. وستتم إضافة مجموعة أغانٍ من وحي النص، وبمشاركة راقصة تعبيرية، لدعم بعض المشاهد. وستكون مدة العرض 35 دقيقة، إذْ يمكن المشاركة بها في المهرجانات، وتعتبر هذه المسرحية نقلة نوعيّة، لأنها تحتوي على أفكار جديدة.
يلفت الشولي إلى أن فلسطين واحدة وتاريخها واحد و"نحن عندما نختار مدينة عكا نكون قد اخترنا المدن الفلسطينية كافّة التي ناضلت وحاربت المحتل مثل مدينة عكا". وهذه ليست التجربة الأولى للفنان الفلسطيني وليد سعد الدين في المسرح، إذْ كانت له تجربة سابقة في الـ"مونودراما" التي تعتمد على ممثل واحد من خلال مسرحية "مجلس العدل" لتوفيق الحكيم، التي كانت تحتوي على عشر شخصيات مختلفة قام بأدائها. "كما كانت لي تجربة من خلال (مسرح الحكواتي) لسنوات طويلة، لذلك يستهويني أسلوب مسرح الـ(مونودراما)، لأنه يحتاج إلى كفاءة في التمثيل"، يقول وليد لـ"العربي الجديد".
أما عن اختيار قصيدة عكا وتحويلها إلى نص مسرحي، فيوضح الممثل وليد سعد الدين: "في إحدى الأمسيات الثقافية استمعت إلى القصيدة من الشاعر زياد كعوش، وأعجبتني، إذْ قمت فوراً بترديد بعض من كلماتها بأسلوبي الخاص وطريقتي في الإلقاء التي كانت نابعة من القلب. عندما أهداني القصيدة لامستني جدًا، لأنني من قرية (الزيب) التي تقع في قضاء مدينة عكا. كما أن القصيدة تحمل في كل بيت منها صورة شعريّة مختلفة ومزيجاً من الأحاسيس التي يختلط فيها الفرح بالحزن".
ويهدف فريق العمل إلى إيصال رسالة إلى العالم من جهة، وإلى الشعب الفلسطيني من جهة أخرى، مفادها التمسك بالوطن، والحق بالعودة، وعدم التنازل.