أمام هذا السيناريو يمكن أن نضع فرضيات كثيرة، أوّلها ذهاب البعض إلى تبرير ذلك بكون إدارة إنتاج العمل قد اشترت اللحن من مالكه الحقيقي. لكنّه عذر غير مقبول لأنّه يرد في "جنيريك" المسلسل أنّ الأغنية منسوبة إلى ألحان النادي، ومن توزيع عادل عايش، ومن كلمات هاني عبد الكريم. ولم يتم وضع اسم الملحّن ليث يوسف، الذي وإن باع اللحن فيجب أن تكون حقوقه محفوظة في "الجينيريك".
أما الفرضية الثانية التي قد تحاول الدفاع عن المسلسل فستقول إنّ اللحن تراثي ويحقّ استخدامه. وهذا أيضا غير ممكن لسببين، أوّلهما أنّ اللحن ليس تراثيا، بحسب خبراء استشارهم "العربي الجديد"، وفي حال كان تراثيا فإنّه لا يجوز كتابة اسم أيّ شخص آخر عليه، بل يُكتَب عبارة: "من التراث"، حفاظا على هذا التاريخ الفني من النهب.
الفرضية الثالثة التي يضعها الخبراء الموسيقيون هي ذهاب القيّمين على المسلسل إلى البحث عن أصل اللحن، الذي تبدو جمله تركية النغمات، والذي قد يكون لملحّن ثالث ربما، وربما كان مسروقا في الأساس. وهذه الفرضية، رغم أنّها يمكن أن تضع ليث يوسف داخل دائرة الاتهام، إلا أنّها لن تخرج مسلسل "اتهام" ومحمد النادي منها. وفي هذه الحالة على المبدعين العرب وعلى نقابات الموسيقى العربية أن تتّخذ إجراءات صارمة بأن تحقّق في هذه الفرضية.
فتاريخ الألحان المسروقة أصبح حملا ثقيلا على كاهل الإبداع العربي. إذ شهد الوسط الفنّي مؤخّرا فضائح كثيرة من هذا النوع، كان آخرها أغنية "بشرة خير" التي قدّمها المطرب الإماراتي حسين الجسمي، وتبادل الملحّنان محمد رحيم وعمرو مصطفى الاتهامات بسرقتها، ليتبيّن في النهاية أنّ لحنها مسروق من أغنية هندية شهيرة.
يُذكر أنّ مسلسل "اتهام" من إخراج فيليب أسمر، ويندرج ضمن قائمة الأعمال الدرامية الرمضانية لهذا العام. تلك القائمة التي تكثر فيها اتهامات السرقة والسطو الأدبي. فمسلسل "لو" الذي تقوم ببطولته نادين نجيم يواجه أيضا اتهامات مؤكّدة بالسرقة الإبداعية. ففي حين كُتِبَ أنّه من تأليف بلال شحادات ونادين جابر، تبيّن أنّه مقتبس عن فيلم للمؤلّف الشهير كلود شابرول بعنوان: "الخائنة". ومن شاهد الفيلم سينتبه إلى أنّ القصّة منسوخة والمشاهد كذلك، وحتّى طريقة تحرّك الكاميرا. والفيلم الأصلي أخرجه أدريان لين العام 2002، وقام ببطولته كلّ من جيرار جير، ديان لان، وأوليفر مارتيناز. وهو يروي حكاية امرأة تخون زوجها.
وسيروي التاريخ ذات يوم هذه السرقات التي نخون بها كلّ يوم إبداعنا العربي.