على مدار السنوات الأربع الأخيرة، قدم المخرج السوري، سامر البرقاوي، أربعة من أشهر المسلسلات التي تنتمي لموجة "الدراما العربية المشتركة"، وهي "لو" و"تشيللو" و"نص يوم" و"الهيبة"؛ وتعاون في هذه الأعمال مع باقة من أبرز النجوم اللبنانيين والسوريين بالإضافة لنجوم من مصر وتونس، مما جعل نجمه يسطع في عالم الإخراج. ورغم أن مسلسلاته هذه تعرضت لموجة كبيرة من الانتقادات، لكونها مقتبسة عن أفلام ومسلسلات أجنبية، إلا أنها حظيت بنسبة عالية من المتابعة. ومع ذلك لم يتمكن اسم البرقاوي من التسويق لمسلسل "شبابيك" في رمضان الفائت. وتأخر عرض مسلسله السوري حتى الشهر الماضي، إذْ عُرض على قناة "أو إس إن". وبعد أن شارف المسلسل على نهايته، فمن الممكن أن نجمل الأسباب التي تجعل من "شبابيك" انتكاسة لمسيرة البرقاوي الفنية، في النقاط التالية:
الإيقاع البطيء
لطالما كان يُعاب على مسلسلات البرقاوي بطء إيقاعها. ولكن الجمهور والنقاد كانوا يرجعون السبب إلى آلية صناعة المسلسل ونمطه؛ فتحويل فيلم مدته لا تتجاوز الساعتين إلى مسلسل من ثلاثين حلقة، كما حدث في "تشيللو" مثلاً، سيترك الكثير من الفراغات، وسينجم عنه بطء في الإيقاع لا محالة. ولكن مسلسل "شبابيك"، الذي يستعرض في كل حلقة حكاية بسياق منفصل، يعاني من مشكلة بطء الإيقاع أيضاً، مما جعل مشكلة البرقاوي الإخراجية تبدو أكثر وضوحاً؛ فالبرقاوي يبدو غير قادر على تكثيف الأحداث، ويطابق بين الزمن الدرامي والزمن الواقعي في الكثير من الأحيان؛ وتتفاقم هذه الأزمة، لأن الحوارات في مسلسل "شبابيك" تحتوي على مقاطع وجمل شعرية، مما يصعب على المخرج تقديمها بأسلوب الواقعية المدرسي.
هشاشة الخاص وابتذال العام
يحاول مسلسل "شبابيك" أن يناقش العديد من القضايا العامة من خلال حكاية حب خاصة تجمع بين زوجين في كل حلقة. إلا أن الحكايات الخاصة تبدو مسطحة وهشة، وتفتقد الشخصيات للمبررات والحكايات المقنعة التي يبنى عليها الظرف العام؛ ففي الحلقة الأولى مثلاً، يرفض الأهل تزويج ابنتهم للشاب الذي تهرب معه دون أن تحدد الأسباب، وتتخذ الابنة قرار الهرب دون قناعة تامة، بل إننا كجمهور لا نشعر بأن هذه العلاقة تستحق هذا القرار الكبير، ليبدو زواج "الخطيفة" خطأً لا يمكن تبريره، والأسوأ من ذلك كله أن القضية العامة التي تناقشها الحلقة مكررة لحد الابتذال؛ وتملأ فراغات الخاص والعام في الحلقة بحوارات جانبية مجانية، تناقش الفكرة بشكل سطحي، وكأنها تطرح للمرة الأولى في الدراما السورية.
لغة الشخصية والأداء
يبدو أن معظم النصوص المكتوبة تفتقد لأحد أهم عوامل التأليف الدرامي، وهو لغة الشخصية، فتشعر بأن جميع الشخصيات في أغلب الحلقات تتحدث بنفس اللغة ونفس المنطق؛ فلغة العامل أو الخياطة لا تختلف عن لغة المثقف، فالجميع يتحدثون بنفس المنطق، لإيصال الفكرة التي يرغب المؤلف بطرحها بشكل مباشر؛ وغالباً ما تتغلب الصور الشعرية على منطق الشخصية، لينعكس ذلك بدوره على أداء الممثلين، فبدا أداء معظم النجوم المشاركين باهتاً، ولا يرتقي لمستواهم الفني.