فبعد غياب موسم كامل تفتح الحلقة الثانية بعودة "بران ستارك" مع الغراب ذي الثلاث عيون، نفس الكهف الذي تركناهم فيه في الحلقة العاشرة من الموسم الرابع، ولكن هذه المرة يبدو "بران" أكبر، بإمكانيات جديدة تعلمها، مثل العودة بالزمن والتواجد في مكانٍ آخر، وسيكون هذا الخط محورياً في أحداث الموسم.
الأمور في "كينجز لاندينج" لم تتغير كثيراً، سيرسي تقابل تومين، وجيمي يتحدث في مشهد مشحون مع الكاهن الأكبر، بينما يقع حدث مهم في وينترفيل بحيث يقتل رامزي والده روز بولتون، ويصبح القائد الفعلي للشمال بمزيد من الجنون الذي يضفيه على الأحداث.
يظهر تيريون مستمتعاً في ميرين، فحديثه مع التنانين وترويضهم البطيء كان من أذكى مشاهد الحلقة، في الوقت الذي لم تظهر فيه دانيريس، كما يعتمد "دافوس" ورفاقه على الهمج لصد خونة جون سنو، وفي المشهد الختامي للحلقة تبدأ "ميلسندرا" في ممارسة دورها المنتظر في إعادة الفتى للحياة كرجل.
وتعتبر الحلقة الثانية أفضل بكثير من نظيرتها الافتتاحية، بحيث ظهرت فيها أحداث محورية، بمشاهد إن لم تكن عظيمة فعلى الأقل هي مشحونة وقوية في ذاتها، مشهد رامزي بولتون وهو يقتل والده على سبيل المثال، منذ اللحظة الأولى التي يأتي فيها خبر المولود الجديد تكون الأمور متوترة، القتل يأتي مفاجئاً، وبعدها التخلص من الرضيع.
منذ بداية المشهد نعرف أن رامزي سيقوم بفعل عنيف لقتل زوجة أبيه وأخيه، ومع طول المشهد، وبطء الحركة، والفتح المتأني لأبواب الكلاب، مع المؤثرات الصوتية للرضيع ولزمجرة الحيوانات، كل شيء يجعل اللحظة ضاغطة على الرغم من معرفتنا بما سيحدث فعلاً، وهو أمر ذكي جداً في تلك الحلقة بشكل عام.
ويستطيع تيريون لانستر خطف الأضواء من جديد، أما تأمين التنانين ليس حدثاً كبيراً، حتى الآن على الأقل، ولكن كل جمال المشهدين في مدينة "ميرين" يتعلق بحضور "تيريون" وذكائه المفرط، الحكاية التي يحكيها للتنانين عن ذكريات طفولته ورغبته في "تنين" صغير كلعبة وحزنه عند انقراضهم ثم وجوده معهم الآن، تقنع المتفرج أن تلك التنانين تستمع فعلاً لما يقوله.
مشهد آخر مهم لـ"جريجوري"، أهميته ليست فيما يقع فيه، فهو مجرد حوار سريع بينه وبين سانسا، ولكن قيمته الحقيقة في الفكرة التي تظهر كيف تتغير مشاعرنا اتجاه الشخصيات على مدار الأجزاء الخمسة، وكيف أنه في اللحظة التي تحتضن فيها "سانسا" جريجوري تعبيراً عن الغفران والصفح لجرائمه القديمة التي رأيناها في الموسم الثاني، علماً بأنه كان أكثر الشخصيات المكروهة بالنسبة لنا، يتحول في تلك اللحظة بعد كل المعاناة التي مر بها إلى شفقة وتعاطف وتصالح حقيقي، "لعبة العروش" هي لعبة تحولات أيضاً في مصائر ومشاعر المتفرج ناحية الشخصيات.
أما الجزء الأضعف في الحلقة فهو الذي يخص "السور"، ومشكلته رغم سعادة الناس بعودة جون سنو، وهو ما يظهر من التعليقات والتقييمات للحلقة، فكل شيء كان متوقعاً، مثل أن يأتي الهمج في اللحظة الأخيرة لإنقاذ "دافوس" ورفاقه، وأن تكون "ميسلندرا" هي الشخص الذي يعيد "سنو" للحياة بإحدى التعاويذ، كل تحليلات وتنبؤات المسلسل قالت ذلك منذ نهاية الموسم السابق، ولعل ذلك أحد أسباب صناعه في التعجيل بعودة "سنو" في الحلقة الثانية فقط، كي يغلق خط التنبؤات ويبدأ التركيز على الأحداث التي تلي ذلك، وماذا سيحدث بعدما يولد الرجل.