يأملُ مسيحيو سورية في الأردن أن يتلمس البابا فرنسيس، الذي سيلتقي عدداً منهم خلال زيارته المملكة بعد غدٍ السبت، معاناتهم، ويعمل على إعادة السلام الى بلادهم، بعدما دعوه إلى زيارتها ليعاين عن قرب "الارهاب المتفشي" بمسيحيّيها وتاريخهم.
ويلتقي البابا نحو 600 شخص من ذوي الاحتياجات الخاصة، والأيتام ومرضى السرطان، بينهم 50 لاجئاً عراقياً وسورياً، لتناول العشاء معهم، على أن يصلّي في موقع عماد السيد المسيح، على نهر الأردن في منطقة المغطس (50 كلم غرب عمان). وقالت نورما (30 عاماً)، وهي مسيحية من معلولا (50 كلم شمال غربي دمشق): نأمل من البابا أن يزور سورية التي هي بأمسّ الحاجة إلى السلام الآن. مضيفة "عليه أن يرى وضع المسيحيين هناك، وما فعله الإرهاب بهم وبتاريخ ممتد لآلاف السنين".
من جهتها، أمِلت صديقتها العشرينية رولا حجار، وهي مسيحية من حلب، لجأت إلى الأردن قبل سبعة أشهر، أن "يركز اللقاء على معاناة السوريين، ويسلط الضوء على عذابهم. يجب أن يتلمَّس البابا جراح الشعب السوري، ويعمل على عودة السلام إلى وطنهم". وأضافت "ندعوه إلى زيارة سورية ليشاهد بعينه عبث الإرهاب بتاريخنا كمسيحيين وسوريين".
سامر (32 عاماً) أيضاً، الذي جاء من القامشلي (شمال شرقي دمشق)، وسيكون ضمن عشرات الآلاف الذين سيحضرون قداس البابا في ستاد عمان الدولي، أمل أن "يصلي البابا من أجل السلام في سورية، ويعمل على تحقيقه". وأضاف أن "مسيحيي سورية لا حول لهم ولا قوة. لقد هربوا من بلدهم الذي يحبون بسبب الارهاب الذي تفشى كالسرطان". أما جبر (32 عاماً) الذي فر من حلب منذ نحو عام تقريباً، وينتظر أن يسافر إلى فرنسا، حيث لجأ إخوته، فقال: إنني سعيد جداً لأنني سآخذ بركة البابا.
من جهته، قال مدير المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام والناطق الاعلامي الرسمي لزيارة البابا، الأب رفعت بدر: إن الزيارة تشكل دعماً لمسيحيي المنطقة، وتأتي هذا العام في وجود إخوة سوريين وعراقيين هربوا من العنف في بلدانهم. وأضاف، أن "مسيحيي المنطقة باتوا مهددين منذ الحرب على العراق عام 2003، وقد فقدنا خلال الأعوام العشرة الأخيرة مليوني مسيحي من الشرق الأوسط".
وأكد بدر أن "انهيار دولة مثل العراق، والعنف الضارب في سورية، أديا إلى خروج مئات الآلاف من المسيحيين من البلدين".
وفي السياق، لاحظ نادي داود (59 عاماً)، وهو قبطي مصري من بني سويف (جنوب القاهرة) تنقل خلال 33 عاماً بين لبنان والعراق وسورية، التي كان يملك فيها مطعماً قبل أن يفر إلى الأردن، في انتظار الانتقال إلى السويد، حيث تقيم زوجته التي تتلقى العلاج من مرض عضال، "أن هناك تهجيراً لمسيحيي المنطقة". وأضاف "شهدتُ حرباً طائفية في لبنان ثم في العراق والآن في سورية. وطبعاً لا ننسى ما يحدث في مصر. كل هذا يؤكد عملية التهجير". واتهم "البابا ورجال الدين المسيحيين بالتخاذل في المطالبة بحقوق المسيحيين في المنطقة وحمايتهم"، مضيفاً "عليهم الضغط لوقف ما يحدث في سورية. نريد أن تعود كما كانت ويحيا المسيحيون فيها بأمان".
تجدر الإشارة إلى أنه يعيش في الأردن اليوم أكثر من نصف مليون لاجئ سوري، يقيم ثمانون في المئة منهم خارج المخيمات. وقالت المسؤولة الإعلامية في "كاريتاس" الأردن دانا شاهين: إن عدد السوريين المسجلين مع كاريتاس للاستفادة من الدعم والخدمات بلغ نحو 350 ألفاً. وأضافت، أن "هناك 18 مركزاً تابعاً لكاريتاس في الأردن تقدم خدمات إنسانية وطبية وتعليمية وغيرها".