كاميرا "العربي الجديد" رصدت على أعتاب المخيم، مشاهد قاسية لأطفال وهم يلعبون في حالة صعبة، ويرتدون ثياباً ممزقة لا تقيهم البرد ولا المطر، ونازحين يعانون من شحّ شديد في مستلزمات الحياة الأساسية، وكأنهم يواجهون حرباً أخرى.
ومن أمام خيمتها تقول اليمنية أم ياسر، إنها فرّت من محافظة صعدة، بسبب الغارات التي لا تتوقف، لكنها تواجه الآن حرباً أخرى في ظل قلة الطعام والماء والدواء، فهي لا تمتلك ثمن شراء أدوات النظافة، ولا تستطيع توفير أي ملابس جديدة لأولادها.
بينما اشتكى المواطن أحمد محمد الرحبي، نازح من محافظة صعدة، من البرد الشديد داخل المخيم، منتقداً تقصير المنظمات في توفير متطلباتهم، إذ لا تقوم بحسب رأيه بأي دور حقيقي لتغيير واقع النازحين، "لا توجد أغطية والأطفال يعانون من قسوة البرد"، مشيراً إلى قلة عدد دورات المياه التي أنشأتها إحدى المنظمات، فضلاً عن انقطاع الماء عنها في معظم الأوقات.
أما سميرة خالد التي نزحت من الحديدة، فتشكو من قلة الغذاء، وتهالك الأفرشة والأغطية، مؤكدة أن حال أسرتها لا يختلف عن باقي نازحي المخيم الذين يعانون من دخول مياه الأمطار إلى مخيمهم المتهالك، وغياب الطعام الكافي لسدّ أفواه الجياع.
ويقطن المخيم نحو 300 نازح من محافظات الحديدة وصعدة وحجة والجوف، وفقاً للدكتورة أنجيلة أبو إصبع، رئيسة مؤسسة أنجيلة للتنمية والاستجابة الإنسانية، مشيرةً إلى أن المخيم بحاجة إلى الغذاء وتوفير الرعاية الصحّية، فالأطفال والنساء يعانون من الأمراض بصفة مستمرة، بسبب عدم وجود مركز صحّي قريب من المكان.
وناشدت المنظمات الدولية والحكومية، بعدم ترك المخيم بهذه الطريقة لأن النازحين بحاجة إلى مركز صحّي قريب منهم، فضلاً عن توفير الدراسة للأطفال بالمخيم، فكل أسرة داخله لها 3 أو 4 أطفال، منتقدة رفض المدارس القريبة إلحاق هؤلاء الأطفال بها، مشيرة إلى ضرورة توفير مخصصات شهرية بصفة دائمة لهم.