مع غروب شمس يوم الأربعاء تكون الحملة العسكرية لاستعادة الساحل الغربي لمدينة الموصل، التي أطلقتها بغداد الأحد الماضي بدعم أميركي وغربي واسع، قد أنهت يومها الرابع من القتال المتواصل وعلى محاور القتال السبعة وسط قصف جوي عنيف تنفذه مقاتلات أميركية وبريطانية وفرنسية وكندية، فضلا عن تلك التابعة لبغداد، أسفرت عن خسائر مادية وبشرية بالساحل الغربي الذي يتحصن بداخله التنظيم.
وقد وثقت كاميرا "العربي الجديد" مشاهد حية للمعارك الجارية في الموصل. فيما أكدت مصادر طبية مقتل ما لا يقل عن 100 مدني خلال أربعة أيام غالبيتهم بفعل القصف الجوي للتحالف والطيران العراقي والصاروخي للقوات البرية المتواجدة على الأرض، إلا أن كلا من بغداد والتحالف الدولي يرفضان الاعتراف بذلك، رغم صدور عدة تقارير ووثائق بعضها لأعضاء في البرلمان تؤكد مقتل المدنيين.
ووفقا لقيادات عسكرية عراقية في محافظة نينوى وعاصمتها الموصل فإن القوات المهاجمة ستحتاج لأقل من شهر واحد فقط للوصول الى أحياء الموصل الغربية وبدء مرحلة حرب الشوارع.
وتمكنت القوات المشتركة الأربعاء من إحراز تقدم واضح من خلال السيطرة على عدة قرى صغيرة والوصول الى أسوار مطار الموصل من المحور الجنوبي، فضلا عن السيطرة على مجمع الصناعات الدوائية الاستراتيجي.
وقال المقدم محمد فياض من قيادة الجيش إن تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش) لا يقوم بالمقاومة في المناطق المفتوحة، لذا فإن المعارك ستكون عنيفة عند الأحياء السكنية بسبب تكدس عناصر التنظيم هناك. وأضاف: "نشعر بالقلق على المدنيين الموجودين هناك والتنظيم حولهم لدروع بشرية".
من جهته، قال قائد الفوج الخامس بالفرقة المدرعة العاشرة في الجيش العراقي، العقيد ضياء العبيدي، لـ "العربي الجديد" إن "التنظيم دمر مدارج طائرات مطار الموصل الدولي لمنع نزول طائرات مقاتلة أو مروحية فيه حيث قام بتجريف قسم منها وتفخيخ قسم آخر".
وبين أن الخطة هي طرده من المطار بشكل نهائي وقد نحقق ذلك في غضون يومين أو ثلاثة.
في هذه الأثناء، قالت الشرطة الاتحادية العراقية في بيان لها إنها تمكنت من إجلاء 408 مدنيين من قرية اليرموك غربي الموصل عقب معارك عنيفة.
ووفقا للبيان فقد تم نقل السكان إلى قرى مجاورة بعيدة عن مجريات المعارك. وبذلك يرتفع عدد الناجين من المعركة الدائرة حتى الآن إلى 518 مدنيا من أصل 600 ألف مدني عالقين، وفقا لتقديرات السلطات العراقية.