كشفت مصادر عسكرية ومحلية عراقية، اليوم الاثنين، أنّ الهجوم الانتحاري الذي استهدف قوات حرس الحدود السعودية في بلدة جديدة عرعر الحدودية مع العراق، أتى تغطية لمحاولة تسلل عكسية لمقاتلين من تنظيم الدولة "داعش" للدخول من العراق إلى السعودية، في الساعة الخامسة من فجر اليوم الاثنين.
وبحسب المصادر، فقد جرى خلال محاولة التسلل، تفجير صهريج مفخّخٍ يقوده انتحاري، بالقرب من مخفر العناز في الجانب العراقي من الحدود، من دون أن يسفر عن أي خسائر، وذلك بعد 12 ساعة فقط من هجوم مسلّح، استهدف المنطقة ذاتها من قبل مسلّحي التنظيم، وأسفر عن مقتل أربعة جنود عراقيين، وجرح 11 آخرين، من بينهم ضابط برتبة نقيب.
وأوضح مسؤول عسكري رفيع، في قيادة قوات حرس الحدود العراقية، المنطقة الثانية، لـ"العربي الجديد"، أنّ "القوات العراقية تمتلك معلومات مؤكّدة من مصادرها الاستخبارية، عن محاولة اختراق عكسية، من العراق باتجاه السعودية".
وأشار إلى أنّ "الهجوم الإرهابي الذي استهدف ظهر أمس المخافر العراقية، كرّر المحاولة بصهريج مفخخٍ، يقوده انتحاري، وتمكّن أفراد الجيش من إطلاق النار عليه عن بعد، ما أدى إلى انفجاره قبل وصوله المخفر، من دون أن يسفر ذلك عن أي خسائر مادية أو بشرية".
وبحسب المسؤول، فإنّ "الهجوم الانتحاري الذي تعرّضت له القوات السعودية اليوم، هو محاولة إشغال وارباك لها، من أجل تسلل مقاتلين من العراق إلى السعودية"، مضيفاً "نؤكد أنّ المحاولة فشلت، ولم يعبر أحد من أراضينا إلى هذه البلاد، حيث تمّ صدهم أمس واليوم أيضاً، من خلال إفشال التفجير الانتحاري".
هذا وأكّد أنّ "القوات العراقية زادت من وجودها عند الشريط الحدودي، الرابط بين البلدين، على طول 240 كم، وهي أخطر مناطق الحدود التي تربط البلدين".
ويأتي التوتر الأمني على الحدود بين البلدين، مع زيارة رسمية يقوم بها وفد سعودي إلى بغداد، لتحديد مكان السفارة السعودية الجديدة، بعد 24 عاماً على إغلاقها، إثر الغزو العراقي للكويت.
ويرجّح الباحث في شؤون الجماعات المسلّحة، الدكتور إسماعيل الحمداني لـ"العربي الجديد"، وجود صلة بين قرار الرياض فتح سفارتها في بغداد، والهجمات الإرهابية على حدودها المشتركة.
واعتبر أنّ التصعيد الخطير على الحدود، قد يكون رداً على خطوة السعودية، في إعادة علاقاتها الدبلوماسية مع بغداد، ويتزامن مع تبادل معلومات أمنية بين البلدين، تتعلق بالحرب على الإرهاب.
هذا وأفاد سكان قرويون في بلدة الطليحية العراقية، الواقعة على بعد 12 كم من الحدود السعودية لـ"العربي الجديد"، بأنهم شاهدوا مقاتلات تحلق على علو منخفض في المنطقة الحدودية، من دون معرفة هوية تلك الطائرات، مؤكدين أنها لم تقصف أي هدف على الأرض".
وكان المتحدث باسم وزارة الداخلية السعودية، صرّح بأنّه عند الساعة الرابعة والنصف من فجر اليوم الاثنين الموافق 14 / 3 / 1436هـ، تعرّضت إحدى دوريات حرس الحدود بمركز سويف التابع لجديدة عرعر بمنطقة الحدود الشمالية، لإطلاق نار من عناصر إرهابية".
كما أشار إلى أنّه "تمّ التعامل مع الموقف بما يقتضيه، ومحاصرة المعتدين ومقتل أحدهم، في حين بادر أحد العناصر الإرهابية إلى تفجير حزام ناسف كان يحمله، مما نتج عنه مقتله واستشهاد رجلي أمن وإصابة ثالث".
وأفاد المتحدث الأمني أن الحادث لا يزال محل المتابعة الأمنية، وسيتم إصدار بيان إلحاقي لإيضاح التفاصيل .