تتواصل موجة الطقس السيئ التي تواجهها مصر لليوم الثاني على التوالي، وسط انخفاض شديد في درجات الحرارة، وهطول الأمطار الخفيفة والمتوسطة على مناطق متفرقة بمحافظات الوجه البحري، فيما يتوقع خبراء الأرصاد الجوية غداً الثلاثاء أن تكون درجة الحرارة في القاهرة الكبرى 8 درجات مئوية ليلاً بدلاً من 9 درجات اليوم الإثنين، وربما تصل إلى أقل من ذلك بكثير على محافظات الوجه البحري.
وتسبب سوء الأحوال الجوية الذي ضرب مصر أمس الأحد، في مصرع 8 وإصابة 67 شخصاً، نتيجة الشبورة (الضباب الكثيف) وسرعة الرياح والأتربة وصعوبة الرؤية، منهم 18 شخصاً بمحافظة أسوان بصعيد مصر بحادث تصادم بين سيارة ميكروباص أجرة وسيارة شرطة على الطريق الصحراوي.
وفي محافظة سوهاج (جنوب القاهرة)، شهد الطريق الصحراوي انقلاب سيارة "ملاكي" لسوء الرؤية، ما أدى إلى مصرع سيدة وإصابة شخص آخر، وفي محافظات الوجه البحري لقيت سيدة وطفلتها مصرعهما وأصيب 4 آخرون في حادث تصادم بالمنوفية، وفي الشرقية لقي شخصان مصرعهما، وأصيب 11 آخرون في حادث انقلاب سيارة مكروباص، وأصيب 14 شخصاً في حادث تصادم بمحافظة الدقهلية، أما في محافظة الوادي الجديد جنوب غرب القاهرة فلقي ثلاثة أشخاص مصرعهم وأصيب 11 آخرون في انقلاب حافلة، كما توقفت حركة سيارات نقل البضائع إجبارياً اليوم الإثنين، على الطرق السريعة في انتظار تحسُّن الأحوال الجوية.
وأجبر سوء الأحوال الجوية المستمر في البلاد، حيث السحب والضباب الكثيف واحتجاب الشمس اليوم الإثنين، الأهالي على المكوث في منازلهم، وعدم الخروج إلا للضرورة القصوى، فيما امتنع آخرون عن الذهاب إلى أعمالهم بسبب موجة البرد الشديدة، وحدث ارتباك في بعض الإدارات الحكومية نتيجة غياب عدد من الموظفين، واحتساب الغياب إجازة عارضة أو اعتيادية، لكون بعض من العاملين بالجهاز الإداري للدولة يرى أنه في بداية العام وله رصيد من الإجازات.
كما تسببت شدة الرياح التي شهدتها البلاد أمس الأحد، في سقوط أعمدة إنارة وأشجار بعدد من قرى ومدن محافظات الدلتا، ما تسبب في أضرار مادية وتحطم عدد من السيارات، فيما حذرت شركات الكهرباء بالمحافظات جميع الأهالي من الاقتراب من أكشاك المحولات وصناديق الكهرباء، وكذلك أعمدة الإنارة.
وتوقفت حركة الصيد في عدد من الموانئ بسبب سوء الأحوال الجوية وارتفاع الموج، فتوقف أصحاب المراكب النيلية والصيادون عن العمل، ونتج عن ذلك تراجع حجم المعروض من الأسماك بنسبة فاقت 80 بالمائة، وعلل باعة السوق سبب الركود بندرة العرض من الأسماك المحلية الناتجة عن عدم ارتياد البحر والصيد بسبب موجة البرد والرياح القوية، كذلك شح الإقبال على الشراء لارتفاع الأسعار، الذي نتج عنه تراجع في حجم الصيد وبالتالي ندرة المعروض من الأسماك المحلية.
وأدت موجة الصقيع بالمحافظات المصرية إلى حالة من الركود في عملية البيع والشراء، بعد عزوف المواطنين عن الخروج من منازلهم، كما أدى سوء الأحوال الجوية إلى نقص أنابيب البوتاغاز خاصة في محافظات الصعيد، واستغل تجار السوق السوداء الأزمة لرفع سعر الأسطوانات.