خطت مجموعة رويال بنك أوف سكوتلند (RBS) المصرفية البريطانية العملاقة خطوات جدية نحو الانسحاب من السوق السعودي وبيع وحدتها المصرفية بالمملكة، وذلك ضمن خطة للانسحاب من بعض أسواق في منطقة الشرق الأوسط وأفريقيا .
وذكرت وكالة "بلومبيرغ" الاقتصادية الأميركية أن الوحدة السعودية التابعة للمجموعة المصرفية القابضة "إتش.إس.بي.سي" (HSBC Holdings Plc) عرضت صفقة لتملّك أعمال الوحدة المحلية التابعة لمجموعة "رويال بنك أوف سكوتلند" (RBS) البريطانية، على أن تدفع علاوة نسبتها 29%، لتصل قيمة صفقة الأسهم إلى 5 مليارات دولار.
وبموجب الاتفاق المبدئي بين "البنك الأول" المدعوم من "آر.بي.إس" و"البنك السعودي البريطاني" (ساب/ SABB)، سيحصل مساهمو "الأول" على 0.485 سهم في "ساب"، فيما تُقدّر الصفقة القيمة الحالية لرأسمال "البنك الأول" بنحو 18.6 مليار ريال تعادل 5 مليارات دولار تقريباً.
وفي حال إنجاز الاتفاق بصيغة نهائية، سيكون هذا الاندماج المصرفي هو الأول من نوعه في السعودية منذ حوالي 20 عاما، وسيحوّل "ساب" إلى ثالث أكبر مصرف في البلاد بأصول تناهز 73 مليار دولار.
وارتفع سهم "البنك الأول" 10% اليوم الأربعاء، وهو الحد اليومي الأقصى المسموح به، فيما انخفض سهم "ساب" 4.7%، علماً أن المصرفين يتخذان الرياض مقراً، حيث يمتلك "إتش"إس"بي.سي" 40% من "ساب".
وقد تم تعليق التداول بأسهم "ساب" و"الأول" يوم الثلاثاء، علماً أن سهم "ساب" ارتفع 19% هذا العام، ما يقدر قيمة الشركة بـ12.8 مليار دولار. أما سهم "الأول" فقد كسب 18%، ما يمنحه قيمة سوقية قدرها 4.2 مليارات دولار. وقال المصرفان أنه في حال تمّت الصفقة بنجاح فإنهما لا يتوقعان تسريحاً قسرياً للموظفين.
وبحسب وكالة "رويترز"، حقق رويال بنك أوف سكوتلند (آر.بي.إس) البريطاني ربحا قبل خصم الضرائب فاق التوقعات بكثير وبلغ 792 مليون جنيه استرليني (1.10 مليار دولار) في نتائج الربع الأول لهذا العام، مع تراجع مخصصات القروض المتعثرة وتكاليف إعادة الهيكلة، بعدما كان محللون توقعوا أن يحقق البنك ربحا قبل خصم الضرائب بقيمة 319 مليون استرليني.
وعاد البنك لتحقيق أرباح سنوية للمرة الأولى في 10 سنوات العام الماضي. وحتى بعد أن قضى 10 سنوات في عملية إصلاح أنشطته بعد الأزمة المالية، لم يعد آر.بي.إس إلى الآن بالكامل لحالته الطبيعية.
ومن المتوقع أن تدفع غرامة قائمة بمليارات الجنيهات الاسترلينية فرضتها وزارة العدل الأميركية على البنك مجددا صوب تسجيل خسائر في نتائجه السنوية هذا العام.
وانخفضت تكاليف إعادة الهيكلة في الربع الأول إلى 209 ملايين استرليني من 509 ملايين في الفترة ذاتها قبل عام. (الدولار = 0.7182 جنيه استرليني).
وفي يناير الماضي، قال محافظ مؤسسة النقد العربي السعودي (البنك المركزي) أحمد الخليفي إن آفاق الاندماج المقترح بين البنك السعودي البريطاني (ساب) والبنك الأول ستتضح بحلول نهاية الربع الأول من 2018.
كان ساب الذي يملك فيه إتش.إس.بي.سي هولدنجز 40%، والبنك الأول الذي يملك فيه رويال بنك أوف سكوتلند 40%، قالا في أبريل/ نيسان 2017 إنهما اتفقا على بدء محادثات الاندماج، لكن التقدم بطئ.
(العربي الجديد)