في أحد شوارع منطقة الورديان (غرب الإسكندرية)، يبدأ منصور سعد (14 عاماً) عمله بهمّة ونشاط أمام إحدى حاويات القمامة. يفصل محتوياتها أملاً في الفوز بأشياء قيمة، ثم يجمعها داخل حقيبة صغيرة يحملها على ظهره، ليبيعها لتاجر يبيعها بدوره إلى مصانع تدوير النفايات في المحافظة.
ملامح سعد الذي يعرفه أبناء مهنته باسم "نبّاشين القمامة" تشي بكم الحرمان الذي يعانيه. مع كل إشراقة شمس، يبدأ البحث في حاويات القمامة لاستخراج المعادن والقطع البلاستيكية والأقمشة والأوراق المستعملة بعد فرزها، وذلك قبل وصول سيارات المحافظة.
يحصلُ سعد على أشياء مختلفة بالمقارنة مع غيره من "النبّاشين". يرتبط الأمر بالحظ والتفتيش. يقضي هؤلاء ساعات طويلة في الشارع قبل إيصال ما يجمعونه إلى التاجر. لديهم أحلامهم أيضاً، التي تختفي بسبب الفقر والأمراض التي تصيبهم جراء عملهم، والتي قد تودي بحياتهم.
يرتدي سعد ثياباً ممزقة. يبدو كمن يحاول إثبات مهارته في هذه المهنة. على الرغم من كل هذا الشقاء، ما زالت براءة الأطفال بادية على وجهه. يقول لـ "العربي الجديد": "لازم ألحق أخلص شغلي بدري قبل وصول سيارات جمع القمامة". يستيقظ يومياً مع صلاة الفجر، ويتوجه إلى صناديق القمامة لجمع كل ما يجده صالحاً للاستخدام أياً كان مصدره. يقول إنه يكون أكثر حذراً في التعامل مع النفايات الطبية، خشية وخز الإبر أو جرد يديه "بالزجاج الذي يؤلمني".
ويوضح لـ "العربي الجديد" أنه يعمل في هذه المهنة منذ كان عمره ست سنوات، يجمع الكراتين والورق المقوى بعد صلاة الفجر، فيما يجمع آخرون المواد الصلبة مثل الحديد والصفيح والنحاس. كذلك، يركز آخرون على "جمع الأكياس البلاستيكية الفارغة". يتابع: "كل ذلك بهدف الحصول على 20 جنيهاً (نحو 2.5 دولار). هذا كل ما أجنيه جراء عملي ساعات في نبش القمامة". على الرغم من ذلك، يوضح "أنني استطعت من خلال هذه المهنة تأمين الطعام لأسرتي بعد وفاة والدي منذ خمس سنوات". ويشير إلى أن كثيرين يقبلون على العمل في هذه المهنة، علماً أنها تجارة لا تحتاج إلى رأس مال، ولا تحتاج سوى إلى مهارة في عملية الفرز وتجميع أكبر كمية من المخلفات بحسب نوعيتها، وإعادة بيعها مرة أخرى للتجار، ليبيعوها بدورهم إلى مصانع تدوير النفايات.
يتابع سعد أن عملية الفرز أو نبش القمامة تبدأ مع الفجر، في مختلف أحياء المحافظة، وبمعرفة "السرّيحة" الذين يتبعون تاجراً كبيراً أو معلماً. وعادة ما يعرف كل فرد المنطقة التي يعمل فيها، ولا يمكن لآخر أن يتعدّى عليها. يتولى جمع المواد البلاستيكية والحديد وعلب المشروبات الغازية والخبز الذي يستخدم كأعلاف للماشية والطيور.
يرفض سعد اتهامه "ببعثرة القمامة حول الحاويات في الشوارع المختلفة"، متهماً الشركة المسؤولة عن نظافة المدينة بالعجز عن حل هذه المشكلة وتلويث الشارع. "وبدلاً من العمل على الاهتمام بنا، تتهمنا بأننا السبب في انتشار القمامة في الإسكندرية، وتضغط على المحافظة من أجل قطع أرزاقنا". يتابع: "نقدم خدمة لأبناء المدينة من دون مقابل، بهدف تأمين لقمة عيشنا". يضيف أن "عدداً كبيراً من جامعي وناقلي القمامة يعملون على بيع المخلفات لكثير من المصانع بهدف إعادة تدويرها، ما يساهم في إعالة كثير من العمال".
ويشير سعد إلى أنه يخشى "المضايقات الأمنية اليومية بسبب اتهام أجهزة المحافظة لهم بالتسبب في تلوث المدينة، والتي قد تؤدي إلى خسارته فرصة العمل الوحيدة التي يعرفها منذ أجبرته الظروف على ترك الدراسة".
في السياق، تقول الباحثة الاجتماعية نجلاء عبد المنع إن سبب انتشار ظاهرة نبش القمامة، على الرغم من أخطارها الصحية، يعود إلى الفقر. كما أنها "لا تتطلب أي مهارات، ما يدفع كثيرين من الأطفال إلى مزاولتها". وتشير إلى "عدم دراية الأطفال بخطورة وطريقة التعامل مع النفايات والمخلفات، وخصوصاً تلك الناتجة من المستشفيات، ما يجعلهم أكثر عرضة للإصابة بالأمراض بالمقارنة مع البالغين الذين يمتهنون المهنة نفسها". وتُحذّر من "كارثة إنسانية" في ظل عدم وجود رقابة من قبل الدولة على أماكن فرز القمامة "العشوائية"، علماً أن "بعض المواد تستخدم في تصنيع لعب للأطفال، ما قد يودي بحياة آلاف الأطفال الأبرياء الذين يشترون هذه اللعب الرديئة".
ملامح سعد الذي يعرفه أبناء مهنته باسم "نبّاشين القمامة" تشي بكم الحرمان الذي يعانيه. مع كل إشراقة شمس، يبدأ البحث في حاويات القمامة لاستخراج المعادن والقطع البلاستيكية والأقمشة والأوراق المستعملة بعد فرزها، وذلك قبل وصول سيارات المحافظة.
يحصلُ سعد على أشياء مختلفة بالمقارنة مع غيره من "النبّاشين". يرتبط الأمر بالحظ والتفتيش. يقضي هؤلاء ساعات طويلة في الشارع قبل إيصال ما يجمعونه إلى التاجر. لديهم أحلامهم أيضاً، التي تختفي بسبب الفقر والأمراض التي تصيبهم جراء عملهم، والتي قد تودي بحياتهم.
يرتدي سعد ثياباً ممزقة. يبدو كمن يحاول إثبات مهارته في هذه المهنة. على الرغم من كل هذا الشقاء، ما زالت براءة الأطفال بادية على وجهه. يقول لـ "العربي الجديد": "لازم ألحق أخلص شغلي بدري قبل وصول سيارات جمع القمامة". يستيقظ يومياً مع صلاة الفجر، ويتوجه إلى صناديق القمامة لجمع كل ما يجده صالحاً للاستخدام أياً كان مصدره. يقول إنه يكون أكثر حذراً في التعامل مع النفايات الطبية، خشية وخز الإبر أو جرد يديه "بالزجاج الذي يؤلمني".
ويوضح لـ "العربي الجديد" أنه يعمل في هذه المهنة منذ كان عمره ست سنوات، يجمع الكراتين والورق المقوى بعد صلاة الفجر، فيما يجمع آخرون المواد الصلبة مثل الحديد والصفيح والنحاس. كذلك، يركز آخرون على "جمع الأكياس البلاستيكية الفارغة". يتابع: "كل ذلك بهدف الحصول على 20 جنيهاً (نحو 2.5 دولار). هذا كل ما أجنيه جراء عملي ساعات في نبش القمامة". على الرغم من ذلك، يوضح "أنني استطعت من خلال هذه المهنة تأمين الطعام لأسرتي بعد وفاة والدي منذ خمس سنوات". ويشير إلى أن كثيرين يقبلون على العمل في هذه المهنة، علماً أنها تجارة لا تحتاج إلى رأس مال، ولا تحتاج سوى إلى مهارة في عملية الفرز وتجميع أكبر كمية من المخلفات بحسب نوعيتها، وإعادة بيعها مرة أخرى للتجار، ليبيعوها بدورهم إلى مصانع تدوير النفايات.
يتابع سعد أن عملية الفرز أو نبش القمامة تبدأ مع الفجر، في مختلف أحياء المحافظة، وبمعرفة "السرّيحة" الذين يتبعون تاجراً كبيراً أو معلماً. وعادة ما يعرف كل فرد المنطقة التي يعمل فيها، ولا يمكن لآخر أن يتعدّى عليها. يتولى جمع المواد البلاستيكية والحديد وعلب المشروبات الغازية والخبز الذي يستخدم كأعلاف للماشية والطيور.
يرفض سعد اتهامه "ببعثرة القمامة حول الحاويات في الشوارع المختلفة"، متهماً الشركة المسؤولة عن نظافة المدينة بالعجز عن حل هذه المشكلة وتلويث الشارع. "وبدلاً من العمل على الاهتمام بنا، تتهمنا بأننا السبب في انتشار القمامة في الإسكندرية، وتضغط على المحافظة من أجل قطع أرزاقنا". يتابع: "نقدم خدمة لأبناء المدينة من دون مقابل، بهدف تأمين لقمة عيشنا". يضيف أن "عدداً كبيراً من جامعي وناقلي القمامة يعملون على بيع المخلفات لكثير من المصانع بهدف إعادة تدويرها، ما يساهم في إعالة كثير من العمال".
ويشير سعد إلى أنه يخشى "المضايقات الأمنية اليومية بسبب اتهام أجهزة المحافظة لهم بالتسبب في تلوث المدينة، والتي قد تؤدي إلى خسارته فرصة العمل الوحيدة التي يعرفها منذ أجبرته الظروف على ترك الدراسة".
في السياق، تقول الباحثة الاجتماعية نجلاء عبد المنع إن سبب انتشار ظاهرة نبش القمامة، على الرغم من أخطارها الصحية، يعود إلى الفقر. كما أنها "لا تتطلب أي مهارات، ما يدفع كثيرين من الأطفال إلى مزاولتها". وتشير إلى "عدم دراية الأطفال بخطورة وطريقة التعامل مع النفايات والمخلفات، وخصوصاً تلك الناتجة من المستشفيات، ما يجعلهم أكثر عرضة للإصابة بالأمراض بالمقارنة مع البالغين الذين يمتهنون المهنة نفسها". وتُحذّر من "كارثة إنسانية" في ظل عدم وجود رقابة من قبل الدولة على أماكن فرز القمامة "العشوائية"، علماً أن "بعض المواد تستخدم في تصنيع لعب للأطفال، ما قد يودي بحياة آلاف الأطفال الأبرياء الذين يشترون هذه اللعب الرديئة".