واعتبر مدشنو الحملة عدم تراجع الأسعار استغلالاً من توكيلات السيارات في مصر، ونجحوا في ضم عشرات الآلاف من المعجبين والأعضاء، فضلاً عن آلاف التدوينات على الصفحة، وهو ما يعكس مدى التفاعل الكبير والسريع مع حملة مقاطعة شراء السيارات.
وقررت الحكومة المصرية بداية العام الجاري إلغاء الجمارك على السيارات الأوروبية المستوردة، بناء على اتفاقية الشراكة التي وقعتها مع الاتحاد الأوروبي عام 2010، التي تنص على خفض 10% سنوياً من الرسوم الجمركية على السيارات الأوروبية، بحيث وصلت إلى جمارك صفر % مع بداية عام 2019، ورغم ذلك ما زالت أسعار السيارات مرتفعة في السوق المحلي، على عكس ما هو متوقع.
وانعكست الحملة سريعاً على صالات عرض السيارات الحديثة لعام 2019 في أحياء القاهرة، والتي شهدت حالة من الركود في عمليات البيع، وهو ما امتد أيضاً إلى سوق السيارات المستعملة.
Facebook Post |
Facebook Post |
واعترف ياسر أبو سعده (صاحب معرض سيارات) بوجود حالة من الركود في عملية شراء السيارات الحديثة، خاصة بعد تطبيق "الصفر الجمركي"، على العكس كل التوقعات، ولكن من جانب الأهالي الراغبين في الشراء الذين كانوا ينتظرون تلك القرارات، أما أصحاب المعارض فيعرفون جيداً أن الأسعار لن تنخفض لعدة أسباب، من بينها الارتفاع الرهيب لأسعار السيارات من بلاد المنشأ، وأن الفارق الكبير بين أسعار الجنيه المصري والعملات الأجنبية التي يتم التعامل بها كبير، مشيراً إلى أن أسعار السيارات لن تنخفض إلا إذا تراجع الدولار أمام الجنية المصري، خاصة أن السوق مرتبط ارتباطاً وثيقاً بسوق العملة، بالإضافة إلى أن تعافي الاقتصاد المصري والاعتماد على التصنيع المحلي سيكون لهما دور في تحريك عمليات بيع السيارات.
وأضاف أبو سعده أن السوق يمر حالياً بحالة ضعف كبيرة وتراجع في المبيعات، إذ وصلت نسبة المبيعات خلال الفترة الماضية إلى أقل من 10% بسبب الركود الحاد الذي عرفته أسواق السيارات، وتابع قائلاً إن "أصحاب معارض السيارات يتمنّون هبوط الأسعار حتى ترتفع المبيعات"، مشيراً إلى أن "تأجيل العميل شراء السيارات خلال تلك الفترة ليس له أي فائدة، بل على العكس من الممكن أن ترتفع الأسعار خلال الفترة المقبلة".
فيما أكد محمد عبد الحميد الذي يعمل في سوق "السيارات المستعملة" أن الجميع كان يعتقد أن أسعار السيارات المستعملة ستنخفض بالتزامن مع "صفر الجمارك"، ولكن السوق كما هو، موضحاً أن السيارات المستعملة ما زالت الخيار المتاح أمام الجميع.
وأشار عبد الحميد إلى أن سوق السيارات المستعملة في مصر هو الأغلى مقارنة بالسوق العالمي، ضارباً المثل بالسيارة المستعملة من طراز "تويوتا كورولا" والتي يصل ثمنها إلى 145,000 ألف جنيه مصري (8 آلاف دولار تقريباً)، بينما سعرها في الخارج أقل بـ 50% تقريباً.