لم تكمل العام الأول منذ تأسيسها في أبريل/نيسان من العام 2013، حتى عصفت الخلافات بحملة "تمرّد"، صاحبة دعوة التظاهر ضد الرئيس المعزول محمد مرسي، في 30 يونيو/حزيران الماضي. ووصلت هذه الخلافات إلى حد فصل عدد من مؤسسيها وقيادييها، على خلفية تبادل الاتهامات بالتخوين، وبالحصول على دعم مالي من قيادات الجيش. وأعلن عدد من أعضائها المنشقين، في مؤتمر صحافي عقدوه اليوم الثلاثاء، قرار فصل أحد مؤسسي "تمرد"، محمود بدر، الذي أعلن دعمه للرئيس عبد الفتاح السيسي، والذي ضمّه الأخير للجنة الشباب في حملته الانتخابية.
وكان بدر، قد أعلن، أخيراً، عن تأسيس حزب "الحركة الشعبية العربية - تمرد" الذي سينضم لتحالف انتخابي أكبر لأحزاب "الفلول" يقوده رئيس "لجنة الخمسين لتعديل الدستور"، عمرو موسى، بمشاركة رئيس الاستخبارات العامة الأسبق، اللواء مراد موافي، ووزير الداخلية السابق اللواء أحمد جمال الدين، لخوض الانتخابات البرلمانية المرتقبة.
ولم يقتصر قرار المنشقين عن "تمرد" على فصل بدر فحسب، المعروف بعلاقته الوثيقة بالمؤسسة العسكرية، بل شمل أيضاً ستة أعضاء آخرين أبرزهم حسن شاهين، "لإساءتهم للحملة وتحويل مسارها من حملة إلى العمل الحزبي، من دون الحصول على موافقة اللجنة المركزية"، بحسب ما أعلنوه في المؤتمر الذي عُقد في المقر الرئيسي للحملة، في وسط القاهرة.
وكشف أعضاء "تمرد"، في المؤتمر الصحافي عن عدم مثول الأعضاء السبعة المفصولين أمام لجنة التحقيق، التي شكلتها الحملة، على الرغم من إحالتهم للتحقيق منذ شهور، مؤكدين أنهم لن يتستروا على من يسيء إليها من صفوفها.
من جهته، قال أستاذ العلوم السياسية إبراهيم البيومي غانم، إن "اندلاع خلافات بين أعضاء الكيان الحزبي الواحد أمر طبيعي، بدليل أن حزب "الوفد"، وهو أعرق الأحزاب المصرية، شهد خلافات انتهى بعضها بفصل عدد من أعضائه، مثل محمد حسين هيكل، وعدلي يكن، وغيرهم".
ويرى غانم، في تصريحات لـ"العربي الجديد"، أن "هذه النزاعات والانقسامات تكون أكثر حدة وشراسة عندما تكون الحركات والمجموعات مُصطنعة، وغير طبيعية، وتفتقد للعمق الاجتماعي، ولم تتشكل بناء على الإرادة الشعبية وهو ما ينطبق على حملة تمرد".
وكانت خلافات قد نشبت بين أعضاء "تمرد" وبعض مؤسسيها هم محمود بدر، حسن شاهين، محمد عبد العزيز، ومي وهبه، الذين وُجهت لهم اتهامات بالتحالف مع قيادات المؤسسة العسكرية وتلقي أموال منها، انتهت بفصل سبعة أعضاء. وكان خلاف آخر قد عصف بالحملة قبيل انتخابات الرئاسة بسبب دعم بدر للسيسي، في الوقت الذي أصر فيه شاهين، وعبد العزيز، على تأييد صباحي.